
بقلم :أسامة الوجدي
في فضاءات زاوية مداغ، حيث تخيم السكينة
وتتنفس الأرواح عبق القُدس، يجلس "معاذ القادري بودشيش" (42 عاماً) بين حلقات
الذكر كـ *"مربي نفوس" قبل أن يكون شيخاً للطريقة. رحلته التي بدأت بين
جدران هذه الزاوية المقدسة (وُلد 1983)، تشع اليوم نوراً يُعيد إحياء منهاج التصوف
العملي في المغرب.
لم يمنعه تخصصه الأكاديمي (دبلوم الدراسات
العليا) أو إدارته لشركة مواد البناء من أن يكون "ابن الزاوية البار"
- تَلقَّن في طفولته أسرار التربية الصوفية
على يد *سيدي حمزة* الذي وكّله بتدبير شؤون الطريقة وهو فتى.
- صحب الشيخ سنوات طويلة كـانه
"ظله الروحي"، يتعلم كيف تكون المسؤوليةُ عبادة، و أخد منه
العلوم الدينية و الروحية في تزكية النفس و التوجه لله في كل وقت و حين .
- يقول المريد عمر (45 سنة): "كان الشيخ
حمزة يردد: 'استعينوا بمعاذ في تزكية أنفسكم'.. كنا نراه ينظم حلقات الذكر ببراعة
تفوق عمره.
بعد رحيل سيدي حمزة، لم يكن تسلُّمه مهام
التنسيق مع والده *سيدي جمال الدين* صدفةً، بل جاء بإجماع شيوخ الطريقة الذين رأوا
فيه "خليفة الروح" قبل خليفة المنصب. - عبر منهجٍ جعل الزاوية كخلية
نحلٍ يومية: حلقات "سُلُك القرآن" صباحاً، و"اللطيف" مساءً،
وفرقته الشهيرة للمديح التي حوَّلت القصائد الصوفية إلى أناشيد تخترق القلوب.
محبوب داخل الزاوية وسط المريدين و المريدات و
ما ان يظهر حتى يلتف حوله أتباع الطريقة للسلام عليه و التبرك به ..
سيدي معاذ لم يكتفِ بتراث عائلته الصوفي، بل
صاغ مدرسةً جديدةً:
"جمع بين حكمةا التسيير و علم التزكية .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك