بقلم:نعيمة لحروري
لم أستطع الكتابة فورا.. كان الألم أكبر من الحروف.. أثقل من الكلمات.. رأيت صورتها.. قرأت الخبر.. فابتلعت الصدمة كما ابتلعتها تلك الفجوة القاتلة في منتصف الطريق..
أنا أم.. وكأن يسرى كانت ابنتي.. وكأن الماء الذي جرفها قد أغرق قلبي معها..
أعاني من فوبيا الغرق.. وبمجرد تخيل الطريقة المفجعة التي ماتت بها.. اختناقا داخل البالوعة.. مياه الصرف تجرفها في العتمة.. تسحبها بلا رحمة في اتجاه الوادي.. أعجز عن التنفس.. أرتجف كأني أنا من كنت هناك.. أمد يدي للنجاة ولا أجد سوى الفراغ..
مجرد التخيل أني مكان أمها.. أني انتظرت صغيرتي بباب البيت ولم تأت.. أني سمعت صرختها الأخيرة دون أن أقدر على إنقاذها.. يجعل صدري يضيق وكأن الماء يغمرني أنا.. كيف يكتب الإنسان عن وجع بهذا الحجم؟؟
لم يكن يجب أن تموت يسرى..
ولم يكن يجب أن أكتب عنها بهذه الطريقة
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك