أنتلجنسيا المغرب: الرباط
تشهد المملكة المغربية خلال هذا
الأسبوع تباينًا كبيرًا في الأحوال الجوية بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية
والجنوبية، حيث تتوزع الأجواء بين الاعتدال في المدن الساحلية والحرارة المفرطة في
مناطق الداخل والصحراء، في وقت تعيش فيه جل مناطق الشمال مناخًا صيفيًا مستقرًا
ومنعشًا نسبيًا، يعيد التوازن لأيام يوليوز الحارقة.
في الدار البيضاء، العاصمة
الاقتصادية، تستقر الأجواء على درجات معتدلة تتراوح بين 25 و29 درجة مئوية خلال
النهار، بينما تنخفض ليلاً إلى حدود 18 و20 درجة، مما يجعل المدينة ملاذًا لطيفًا
للباحثين عن الراحة بعيدًا عن قيظ الداخل. أما في الرباط، فالوضع لا يختلف
كثيرًا، إذ تستقبل المدينة أسبوعًا مشمسًا بدرجات تتراوح بين 26 و30 درجة نهارًا،
و17 إلى 19 درجة ليلاً، في أجواء مثالية للنشاطات المفتوحة والزيارات السياحية.
وعلى النقيض من هذا الاعتدال الساحلي،
تعيش مراكش على وقع حرارة مفرطة، إذ بلغت درجات الحرارة بها 44 درجة مئوية
يوم الخميس، ومن المرتقب أن تستقر ما بين 36 و40 درجة خلال الأيام المقبلة، وسط
أجواء صحراوية جافة وسماء صافية بالكامل. أما بني ملال، فليست في منأى عن
هذه الموجة، إذ تترواح حرارتها بين 38 و40 درجة، مما يستدعي اتخاذ أقصى درجات
الحذر وتفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة.
وفي وجدة وفاس ومكناس،
تشهد مدن الشرق والوسط أجواءً حارة نسبيًا، بدرجات تتراوح بين 35 و38 درجة نهارًا،
و20 إلى 22 درجة ليلاً، مع احتمال ظهور سحب خفيفة مساءً دون تأثير على التوقعات
العامة المستقرة. أما مدينة الراشيدية، فتعيش على إيقاع لهيب الصحراء
بدرجات قد تصل إلى 42 درجة، تترافق مع رياح جافة ترفع الإحساس بالحرارة إلى
مستويات قصوى.
في أكادير، المدينة المحبوبة
صيفًا، تشهد أجواءً صيفية لطيفة لا تتعدى درجات الحرارة فيها 29 درجة، مع انخفاض
ليلي يصل إلى 18 أو 19 درجة. ويعود الفضل في ذلك إلى التيارات البحرية الباردة
التي تحيط بالمنطقة، ما يجعلها وجهة مفضلة للسياح المحليين والأجانب.
أما طنجة، جوهرة الشمال،
فتستمر في تقديم نموذج الطقس الصيفي المثالي، بدرجات حرارة تتراوح بين 26 و31 درجة
مئوية نهارًا، و19 إلى 22 درجة ليلًا، مترافقة مع نسمات بحرية تنعش الأجواء وتجعل
من شواطئ المدينة فضاءً استجماميًا رائعًا. نفس الحال تقريبًا تشهده تطوان والناظور،
حيث يسود الطقس المعتدل مع حرارة بين 27 و30 درجة خلال النهار، وأجواء مريحة ليلًا.
في العيون وورزازات،
تبدو الأمور أكثر سخونة، إذ من المنتظر أن تتراوح درجات الحرارة بين 38 و41 درجة،
مع تأثر واضح بالرياح الصحراوية، ما يفرض على السكان والمقيمين اتباع إجراءات
وقائية لتفادي آثار موجات الحر المتكررة. أما الصويرة، فتبقى الاستثناء
المنعش بدرجات لا تتجاوز 26 درجة، وليل عليل لا يتعدى 17 درجة، ترافقه رياح نشطة
محملة برائحة الأطلسي.
خلاصة القول، المغرب يعيش تباينًا
مناخيًا حادًا هذا الأسبوع بين نسائم الشمال وحرارة الجنوب والوسط. الساحل الأطلسي
يبقى الملاذ الأكثر راحة واعتدالًا، بينما يشهد الداخل والصحراء ظروفًا قاسية
تتطلب التأهب والحيطة. ولعل هذه التباينات تعكس غنى المملكة الطبيعي، لكنها تطرح
أيضًا تحديات يومية أمام السكان، خصوصًا في زمن تغيّرات مناخية متسارعة.
يبقى التنقل بين الجهات مختلفًا في
درجاته حسب الاستعداد المناخي، لكن الأكيد أن من يُفكر في السفر أو التنقل أو حتى
مزاولة الأنشطة الخارجية، عليه أن يضبط توقيته وفقًا لنشرات الطقس المحلية وتوقعات
الأيام القادمة، فالمغرب، وإن كان جميلًا بكل فصوله، إلا أن يوليوز فيه لا يرحم من
يستهين بشمسه الحارقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك