حرب أوكرانيا تعيد رسم عالم على حافة الانفجار

حرب أوكرانيا تعيد رسم عالم على حافة الانفجار
دولية / الأربعاء 31 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا:لبنى مطرفي

مع اقتراب نهاية سنة 2025، تتكثف الأسئلة حول الاتجاه الذي يسير نحوه العالم في ظل حرب أوكرانيا، التي تحولت من نزاع إقليمي إلى صراع دولي مفتوح، تديره واشنطن من الخلف وتعيد موسكو من خلاله فرض وقائع ميدانية وسياسية جديدة، وسط مخاوف متصاعدة من انزلاق النظام الدولي نحو مرحلة أكثر اضطراباً.

بعد ما يقارب أربع سنوات على اندلاع الحرب، تغيّرت خرائط السيطرة وتبدلت موازين القوة، إذ عززت روسيا نفوذها الميداني، خاصة في إقليم دونباس، حيث باتت تسيطر على معظم لوغانسك ونسبة كبيرة من دونيتسك، إلى جانب أجزاء واسعة من زاباروجيا وخيرسون، في وقت تتركز فيه أعنف المعارك بشرق البلاد، خصوصاً في دونيتسك، مع ضغط عسكري متواصل على محاور خاركوف وسومي.

سنة 2025 حملت منعطفات سياسية لافتة، أبرزها تراجع الزخم الأميركي الداعم لكييف، بعد توتر العلاقة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما انعكس مباشرة على ملف المساعدات العسكرية. ورغم توقيع اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، خاصة في مجال استغلال الموارد الطبيعية، فإن الدعم السياسي والعسكري لم يعد بالزخم نفسه، بالتوازي مع تصاعد الحديث عن تسوية تفرضها الوقائع الميدانية.

في المقابل، بدا الكرملين أكثر ثقة، مدعوماً بتقدم عسكري بطيء لكنه ثابت، وبمؤشرات انفتاح دبلوماسي مع واشنطن، تُوّج بلقاءات ومكالمات مباشرة بين بوتين وترامب، في وقت رحبت فيه موسكو بخطة سلام أميركية تمنحها السيطرة الكاملة على دونباس، مقابل مناطق منزوعة السلاح وشروط صارمة على أوكرانيا، أبرزها التخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو.

كييف، من جهتها، وجدت نفسها أمام خيارات محدودة، إذ رفضت رسمياً أي تنازل عن الأراضي دون العودة إلى استفتاء شعبي، لكنها تواجه ضغوطاً متزايدة في ظل تراجع الدعم الغربي، واستمرار الاستنزاف العسكري والاقتصادي.

ومع نهاية العام، أعاد الهجوم الذي استهدف مقراً للرئيس الروسي خلط الأوراق، مهدداً مسار التهدئة الهش، ومذكراً بأن الحرب ما تزال قابلة للانفجار في أي لحظة. وبين تسوية تُطبخ على نار المصالح الكبرى، وحرب قد تطول دون حسم، يظل الثمن أكبر من مجرد وقف إطلاق النار، إذ بات مرتبطاً بإعادة تشكيل الأمن الأوروبي، ومستقبل أوكرانيا الجغرافي، وموقع أوروبا نفسها في نظام دولي يتغير تحت ضغط السلاح والسياسة معاً.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك