أنتلجنسيا المغرب:سميرة زيدان
في تطور لافت داخل مسار المفاوضات المعقّدة بين حركة “حماس” وإسرائيل، عبّر باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، عن استعداد مشروط لبحث واحدة من أعقد القضايا المطروحة: مصير السلاح. ففي تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” من الدوحة، أكد أن الحركة منفتحة على “تجميد” أو “تخزين” جزء من ترسانتها، في إطار اتفاق شامل يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة ظروف سياسية جديدة.
نعيم شدد على أن الحركة لا تتخلى عن حقها في المقاومة، لكنها مستعدة لمناقشة ترتيبات خاصة بالسلاح إذا كان ذلك جزءاً من عملية تقود إلى إقامة دولة فلسطينية. وطرح إمكانية هدنة طويلة تمتد ما بين خمس وعشر سنوات، باعتبارها فترة ضرورية لـ“نقاشات جدّية وشاملة” حول مستقبل غزة وموقع حماس في النظام السياسي الفلسطيني.
وبينما تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي صاغته واشنطن ضمن خطة من 20 نقطة، تبقى مجموعة من الملفات عالقة، خصوصاً تلك المرتبطة بدور قوة الاستقرار الدولية المفترض نشرها قرب غزة. حماس ترفض تماماً أي تفويض لهذه القوة للتدخل داخل الأراضي الفلسطينية أو نزع سلاحها، لكنها ترحب بوجودها على الحدود لمراقبة وقف النار ومنع أي تصعيد.
وفي موازاة ذلك، يكشف نعيم عن تقدم مهم في ملف إدارة غزة، إذ تم الاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية على تشكيل “لجنة تكنوقراط” جديدة، على أن يتولى رئاستها وزير من أصل غزّي داخل الحكومة الفلسطينية، وسط معلومات تفيد بأن الاسم الأقرب هو وزير الصحة ماجد أبو رمضان.
بين لغة الانفتاح وشروط الحذر، تبدو الحركة وكأنها تختبر للمرة الأولى معادلة جديدة: هدنة طويلة مقابل ترتيبات سياسية وأمنية عميقة، في لحظة إقليمية ودولية ضاغطة تبحث عن أي مخرج لإعادة غزة إلى الحياة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك