"ساركوزي" خلف القضبان وتهديد بالثأر للقذافي يشعل باريس

"ساركوزي" خلف القضبان وتهديد بالثأر للقذافي يشعل باريس
دولية / الخميس 23 أكتوبر 2025 - 12:40 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

شهدت العاصمة الفرنسية باريس صدمة غير مسبوقة بعدما نُقل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي إلى سجن «لا سانتيه» وسط حراسة أمنية مشددة، عقب تلقيه تهديدات بالقتل من أحد النزلاء الذين توعدوا بـ«الانتقام لمعمر القذافي». الحدث الذي هزّ الرأي العام الفرنسي فتح من جديد ملف العلاقات الغامضة بين باريس وطرابلس، وأعاد إلى الواجهة الاتهامات القديمة بتمويل ليبي سري لحملته الانتخابية سنة 2007.

مصادر فرنسية أكدت أن السلطات وضعت عنصرين من وحدة حماية الشخصيات في الزنزانة المجاورة مباشرة لزنزانة ساركوزي البالغ من العمر سبعين عامًا، بعد أن عاش ليلة أولى وُصفت بـ«المخيفة» داخل السجن الباريسي الشهير، حيث سُمعت تهديدات علنية في أروقته، ما استدعى رفع مستوى التأهب الأمني إلى الحد الأقصى.

القضية التي أفضت إلى هذا المشهد الدرامي تعود إلى حكم قضائي بسجن الرئيس الأسبق خمس سنوات بتهمة التآمر وتلقي أموال غير مشروعة من نظام القذافي، وهي التهمة التي ظلت تلاحقه منذ خروجه من الإليزيه، قبل أن تتحول إلى واقع قضائي يقيده خلف القضبان للمرة الأولى في تاريخ فرنسا الحديث.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تداول فرنسيون وعرب على حد سواء مقاطع مصورة لأحد السجناء وهو يهدد ساركوزي بعبارات حاقدة قائلاً «سنثأر للقذافي»، في تلميح مباشر إلى الاتهامات القديمة التي تقول إن باريس خانت طرابلس بعد أن أخذت المال الليبي ثم شاركت في إسقاط النظام عام 2011.

وفي خضم الجدل، خرج إيريك سيوتي، زعيم حزب الجمهوريين الذي ينتمي إليه ساركوزي، ليعبّر عن قلقه قائلاً إن حماية رئيس سابق للجمهورية داخل السجن «واجب وطني وأخلاقي»، محذرًا من أن تهديدات مماثلة يمكن أن تتحول إلى كارثة سياسية وإنسانية إن لم تُتخذ إجراءات صارمة.

سجن «لا سانتيه» الذي يحمل اسمًا يوحي بـ«الصحة»، صار اليوم عنوانًا للتوتر السياسي الفرنسي، بعدما جمع بين جدرانه أسماء ثقيلة في التاريخ الفرنسي من إرهابيين وقتلة إلى رؤساء سابقين، لكن وجود ساركوزي بين نزلائه فتح نقاشًا مريرًا حول العدالة والسياسة والانتقام.

ورغم كل ما يعيشه من عزلة وملاحقات، يصرّ الرئيس الأسبق على القول عبر محاميه إنه «بريء ومصمم على الدفاع عن نفسه حتى النهاية»، فيما تستعد باريس لمتابعة فصول الاستئناف التي قد تعيد رسم ملامح علاقة فرنسا بذاك الملف الليبي الذي لم يُغلق بعد.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك