
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
شهدت مدينة روتردام الهولندية واحدة
من أكبر المظاهرات المناهضة لتواطؤ الموانئ الأوروبية مع الاحتلال، حيث أغلق نحو
ثمانمئة ناشط مؤيد لفلسطين أهم خط سكة حديدي في الميناء، ما تسبب في خسائر مالية
جسيمة وشللاً في حركة النقل البحري والبري، في خطوة رمزية تحمل رسالة قوية ضد
الشركات المتورطة في دعم آلة القمع والإبادة.
ورغم تدخل الشرطة بعنف مفرط واعتدائها
على عدد من النشطاء، فإن المحتجين رفضوا الانصياع لقوات الأمن وواصلوا تحركهم
لساعات طويلة، مرددين شعارات تدين الاحتلال وتفضح دور الشركات الأوروبية في تغذية
الحروب ونهب الموارد، معتبرين أن التضامن الفعلي مع فلسطين يبدأ بقطع شرايين
التمويل التي تغذي آلة الدمار.
وجاءت هذه الفعالية ضمن حملة نظمها
التجمع البيئي والاجتماعي المعروف باسم "أوقف الغاز"، الذي يربط بين
العدالة البيئية والاجتماعية، مستهدفًا شركات كبرى مثل "ميرسك" التي
تتورط في شبكات الاستغلال والاستخراج القسري في مناطق النزاع، معتبرين أن الصمت
على هذه الجرائم هو مشاركة غير مباشرة في الإبادة الجماعية.
وأكد المنظمون أن ميناء روتردام ليس
مجرد منشأة اقتصادية، بل مركز استراتيجي للتواطؤ الأوروبي، حيث تمر عبره شحنات
لشركات تدعم الاحتلال وتموّله بشكل غير مباشر، داعين الحكومة الهولندية إلى مراجعة
سياساتها والابتعاد عن كل أشكال المشاركة في جرائم الاستغلال ونهب خيرات الشعوب
المضطهدة.
وختم المشاركون احتجاجهم بدعوة مفتوحة
إلى إنهاء هذا التواطؤ فورًا، ووقف استخدام الموانئ الأوروبية في أنشطة تتعارض مع
القيم الإنسانية والبيئية، مؤكدين أن روتردام، بوصفه بوابة أوروبا التجارية، يتحمل
مسؤولية تاريخية وأخلاقية في مواجهة أنظمة القمع والإبادة التي تهدد السلم
والكرامة البشرية عبر العالم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك