أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
تعيش العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار،
أبيدجان، على إيقاع حدث اقتصادي بارز مع انطلاق أشغال المؤتمر السادس عشر للجمعية
الدولية لمصالح الخزينة بمشاركة وفود رفيعة من 29 بلدا، بينها المغرب، تحت شعار
يستشرف مستقبل مهن الخزينة في عصر الرقمنة. هذا الموعد، الذي يتزامن مع الذكرى 62
لتأسيس الخزينة العامة الإيفوارية، يشكل منصة لتبادل الخبرات وتجديد النقاش حول
تحديات التدبير العمومي في ظل أزمات مالية عالمية متلاحقة تفرض إصلاحات جذرية.
الوزير الأول الإيفواري روبير بوغري
مامبي أبرز في كلمته أن الظرفية الراهنة تحتم تعزيز التعاون وتحديث أساليب تدبير
المالية العمومية، مشيدا بالدور الحيوي للجمعية الدولية لمصالح الخزينة في مواكبة
الدول نحو حكامة أكثر نجاعة. وأضاف أن الخزينة العامة لبلاده، بفضل سياسة مالية
صارمة، أصبحت فاعلا محوريا في دفع كوت ديفوار نحو نادي الاقتصادات العشر الكبرى في
القارة الإفريقية، مع ضرورة الاستمرار في إصلاحات أعمق لتثبيت هذه المكانة.
وزير المالية والميزانية أداما
كوليبالي أكد بدوره أن الرقمنة أحدثت نقلة نوعية في تدبير المالية العمومية، حيث
ساهمت بين 2021 و2024 في تعزيز شفافية المداخيل وتقليص آجال الأداء وضمان تتبع
دقيق للتدفقات المالية، واصفا هذه الدينامية بأنها "ثورة صامتة" أحدثت
أثرا ملموسا على أرض الواقع.
من جانبها، شددت الكاتبة العامة
للجمعية الدولية لمصالح الخزينة كاترين ليمزل على أن مؤسسات الخزينة مدعوة لتكون
منارات حقيقية للتحول الرقمي، مع ضمان أن تظل هذه النقلة في خدمة المواطن، معتبرة
أن الرقمنة ليست هدفا بحد ذاتها بل وسيلة لتقريب الخدمات وتحقيق النجاعة.
ويشمل برنامج المؤتمر سلسلة من
الندوات والحوارات رفيعة المستوى، تركز على الابتكار في تدبير المالية العمومية،
وتقييم حصيلة السنة المنصرمة، إلى جانب انتخاب الهيئات المسيرة الجديدة للجمعية.
منذ تأسيسها في مدغشقر عام 2006، تحولت هذه الشبكة إلى فضاء مرجعي لتبادل
الممارسات الفضلى، واليوم تؤكد أبيدجان عبر احتضانها لهذا الحدث أنها مركز حيوي
لصياغة ملامح المستقبل المالي للقارة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك