أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
اهتزت أركان مدينة ميلانو، القلب
النابض للاقتصاد الإيطالي، تحت وقع فضيحة فساد عمراني تفجرت تداعياتها مع إدراج
اسم العمدة بيبّي صالا ضمن لائحة المتهمين، في واحدة من أخطر القضايا التي عرفها
قطاع التعمير منذ عقود.
التحقيقات التي قادتها النيابة العامة
كشفت عن شبكة معقدة من العلاقات المشبوهة، تورط فيها مسؤولون بلديون ومهندسون
ومقاولون، كان هدفهم تسريع تراخيص البناء مقابل رشاوى مغلفة بالمجاملات
والامتيازات.
في قلب العاصفة، يقف صالا، الذي عبّر
عن صدمته من ورود اسمه في القضية، معتبرًا أن علمه بالأمر عبر وسائل الإعلام “أمر
غير مقبول”. غير أن النيابة لم تتردد في توجيه تهمتين له: تقديم معلومات كاذبة بخصوص
تضارب المصالح في ملف مارينوني، وتحريض غير مشروع في مشروع "بيريلّينو"،
ما يفتح أبواب الشكوك حول مدى تورط رأس هرم المدينة في تسهيل الفساد مقابل تغطيات
إدارية محسوبة.
القضية التي تفجرت في مارس الماضي
بدأت تتخذ طابعًا زلزاليًا، خصوصًا بعد ورود اسم المعماري البارز استيفانو بويري،
المتهم بممارسة ضغوط سياسية لدعم مشروع تابع لشركة “كوِيما” الشريكة في بناء
القرية الأولمبية. مشروع رفض في البداية قبل أن يُقبل لاحقًا بشروط غامضة، ما زاد
من شبهات التلاعب.
وبينما تحاول ميلانو استيعاب الصدمة،
بدأت تتضح صورة مدينة علقت مصالحها بين أيدي حفنة من المتنفذين، جعلوا من التخطيط
العمراني سوقًا سوداء للقوة والنفوذ.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك