عيد بلا أضاحي..مغاربة أوروبا يختارون التضامن مع البلد الأم هذه السنة بدل الطقوس

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في خطوة غير مسبوقة، أعلن عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة في أوروبا، وخاصة في إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وبلجيكا...عن قرارهم بعدم إحياء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام 2025/1446، وذلك تعبيرًا عن تضامن مزدوج يحمل أبعادًا إنسانية ووطنية عميقة.

هذا القرار لم يكن مجرد امتناع عن ذبح الأضاحي، بل هو موقف رمزي قوي يستجيب لنداء الوطن والضمير، ويعكس نضجًا جماعيًا من طرف جالية لطالما كانت في قلب الأحداث، وفي طليعة من يترجمون معاني الوفاء والانتماء.

القرار جاء استجابة صريحة للخطاب الملكي الذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى إلغاء طقوس الذبح هذه السنة، مراعاةً للوضع البيئي الهش الذي يعيشه المغرب بسبب سنوات الجفاف المتتالية، والتي أثرت بشكل مباشر على القطيع الوطني. الجالية المغربية التقطت الرسالة الملكية بوعي ومسؤولية، واعتبرت أن الالتزام بهذا التوجيه ليس فقط واجبًا وطنيًا، بل مساهمة حقيقية في إعادة التوازن للمنظومة الفلاحية، وصونًا لثروة حيوانية تحتاج إلى تعافٍ لا يتم إلا بالتضحية عن طيب خاطر هذه المرة.

لكن التضامن لم يقف عند حدود الوطن فقط، بل امتد إلى قلوب أنهكها القصف والحصار في غزة. فقد عبر العديد من المغاربة عن أن الامتناع عن الاحتفال بعيد الأضحى هو أيضًا رسالة وفاء للشعب الفلسطيني الجريح، وتعبير صادق عن الألم المشترك، والوحدة في المأساة. بهذا الموقف، تسجل الجالية المغربية سابقة إنسانية راقية، وتعيد تعريف معنى العيد: ليس في الذبح والولائم، بل في الروح الجماعية التي تنبض بالمحبة والتآزر والكرامة.