أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
في تصريحات صادمة وغير مسبوقة، أطلق
ديميتري ديفيديف، نائب رئيس الأمن القومي الروسي، هجومًا حادًا على الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون، ساخرًا من اسمه بطريقته الخاصة، حيث وصفه بـ"المِسخن"،
ومتوعدًا بأن فرنسا ستختفي تمامًا من على وجه الأرض في 14 مايو 2027، هذه
التصريحات النارية تأتي في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين موسكو وباريس، خاصة بعد
مواقف ماكرون الداعمة لكييف وتلميحاته بإمكانية نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وهو
ما اعتبرته روسيا تجاوزًا للخطوط الحمراء.
وفي رد فعل سريع، شدد الرئيس الفرنسي
على أن التهديدات الروسية أصبحت أكثر خطورة وتشكل تهديدًا وجوديًا للقارة
الأوروبية بأكملها، ملمحًا إلى أن بلاده لن تتردد في اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، قد
تشمل حتى اللجوء إلى الخيار النووي، وذلك دون الحاجة إلى انتظار دعم من الولايات
المتحدة أو أي حليف أوروبي آخر، هذه التصريحات تؤكد دخول أوروبا مرحلة جديدة من
المواجهة المباشرة مع موسكو، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتعقد المشهد
الجيوسياسي في المنطقة.
بالتوازي مع هذا التصعيد الخطير، تشهد
العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة توترًا غير مسبوق، حيث تتهم الدول
الأوروبية واشنطن باتباع سياسة أحادية الجانب في التعامل مع الملف الأوكراني، وعدم
إشراك حلفائها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، هذه الأزمة الدبلوماسية تعمق
الانقسام داخل حلف الناتو، وتطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل التحالف الأطلسي في
مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة، خصوصًا بعد تلويح موسكو بإجراءات تصعيدية غير
مسبوقة.
وبينما تتسارع وتيرة التصريحات
النارية من الجانبين، تتزايد المخاوف من دخول العالم في مرحلة أكثر خطورة من
المواجهة، حيث إن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والقوى
الغربية، وفي ظل هذا الوضع المتوتر، تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل القوى الدولية
الكبرى مع هذه التطورات، وما إذا كانت هناك أي بوادر لحوار دبلوماسي يخفف من حدة
التوتر، أم أن التصعيد سيستمر حتى يصل إلى نقطة اللاعودة.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن
الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح الصراع بين روسيا وأوروبا، في وقت أصبح
فيه الحديث عن استخدام الأسلحة النووية أمرًا متداولًا بشكل غير مسبوق في الخطاب
السياسي الدولي. فهل نحن على أعتاب أزمة عالمية غير مسبوقة، أم أن هناك من يستطيع
تهدئة الأوضاع قبل فوات الأوان؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك