أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
في قلب مدينة مراكش، تحولت قاعة
الندوة إلى منصة حوار حيوي حول الدور الحيوي لمغاربة العالم في إشعال فتيل التنمية
المندمجة داخل التراب الوطني.
المشاركون في المنتدى الاقتصادي الأول
لمغاربة العالم لم يترددوا في التأكيد على أن استثمارات الجالية لم تعد خياراً
جانبياً، بل ضرورة وطنية لتسريع وثيرة النمو المحلي وربط الجهة بقطار التحول
الاقتصادي المستدام.
توسيع رقعة التنمية لم يعد مرهوناً بالموارد
التقليدية فقط، بل أصبح مرتهناً بذكاء إدماج الكفاءات والمعرفة ورأس المال
الاجتماعي الذي راكمه مغاربة المهجر عبر سنوات من التجربة الدولية. وقد أجمع
المتدخلون على أن الاستثمار لا يعني فقط المال، بل يعني أيضاً خبرة وعلاقات وقدرة
على الابتكار، وهي كلها مؤهلات لا تُستثمر بعد بالقدر المطلوب داخل الوطن.
الندوة تحوّلت إلى جرد واقعي لطموحات
أبناء الجالية، حيث لم يخفِ المتدخلون اعتزازهم بانتمائهم وهويتهم المغربية،
مشددين على أن نجاح أي مشروع استثماري رهين بمواكبة مؤسساتية ذكية تُراعي
الخصوصيات الترابية وتحفّز على التجمع حول مبادرات جماعية تُحدث الأثر وتضمن
الاستدامة.
ولم تخلُ النقاشات من الاعتراف
بالعوائق، لكن النظرة كانت بنّاءة، حيث اعتُبر الفشل جزءاً من عملية التعلم، وليس
نهاية المسار. فمغاربة العالم الذين اختاروا المغامرة الاستثمارية في المغرب رغم
الإغراءات الخارجية، أكدوا أنهم لا يطلبون امتيازات، بل فقط مناخاً آمناً وبيئة
تشريعية ومؤسساتية تُسهل الانخراط العملي في التنمية.
المنتدى، الذي تنظمه مؤسسة جوائز
مغاربة العالم، لم يكن فقط فرصة لتبادل الأفكار، بل مناسبة لإعادة رسم العلاقة بين
مغاربة الخارج ووطنهم من خلال مشاريع ملموسة، ذات بُعد تنموي، تُترجم الانتماء إلى
أفعال وتُحوّل الحنين إلى طاقة تغيير حقيقية في قلب الجهات المغربية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك