الدولة تترك الجبال المغربية لمصيرها مع الثلوج و"أملشيل" خارج الحسابات

الدولة تترك الجبال المغربية لمصيرها مع الثلوج و"أملشيل" خارج الحسابات
ديكريبتاج / الجمعة 26 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا:أبو فراس

منذ أزيد من خمسة عشر يوماً، تعيش دواوير أيت عبدي تمزاغرت تيدارت إغالن، التابعة لجماعة أملشيل بإقليم ميدلت، عزلة خانقة بعد أن أغلقت التساقطات الثلجية الكثيفة الطريق الرابطة بين أملشيل وزاوية أحنصال، في صمت رسمي يختزل نظرة الدولة إلى هذه المناطق باعتبارها “مغرباً غير نافع”.

فالحصار لم يعد مجرد عائق تنقلي، بل تحوّل إلى تهديد مباشر لحياة السكان، في ظل نفاد المؤونة وتوقف الدراسة وتزايد المخاوف على الأطفال والمسنين.

احتجاج الغضب بعد وهم الطريق

الوقفة الاحتجاجية التي خرجت بها الساكنة، موثقة بمقاطع فيديو متداولة، لم تكن طلباً للإحسان، بل صرخة ضد الإهمال.

فالطريق الجديدة التي أنجزت في المنطقة خلقت أملاً لدى الأهالي بأن زمن العزلة انتهى، وأن تدخل السلطات سيصبح آلياً مع أولى التساقطات.

هذا الأمل دفع كثيرين إلى التخلي عن عادات التخزين القاسي التي فرضها تاريخ طويل من التهميش، قبل أن يصطدموا بواقع أشد قسوة، طريق مغلقة، وثلوج تتراكم، وسلطات غائبة.

من العزلة الطبيعية إلى الإقصاء السياسي

يؤكد أبناء المنطقة أن مطلبهم بسيط وواضح، فتح الطريق بشكل عاجل لتمكينهم من الوصول إلى الأسواق وتأمين الحد الأدنى من العيش.

غير أن بطء التدخلات، المبرر بصعوبة التضاريس واستمرار الثلوج، لا يقنع ساكنة اعتادت أن تُترك وحيدة كلما حلت الكوارث، في مقابل حضور صارم للدولة حين يتعلق الأمر بالإجراءات الإدارية والعقوبات القانونية.

أسئلة القانون والكرامة

أحد المحتجين لخّص المفارقة بمرارة، وقال:عندما تنتهي صلاحية الوثائق أو يتأخر تسجيل مولود، يُستحضر القانون فوراً، لكن حين تُحاصر الأسر لأيام دون غذاء أو طريق، يغيب القانون والواجب معاً.

اليوم، لم تعد الساكنة تتحدث عن الماشية أو الخسائر المادية، بل عن أطفال محرومين من الدراسة، وأسر مهددة بالجوع، في مشهد يعيد طرح السؤال الجوهري، إلى متى سيبقى المغرب العميق خارج أولويات الدولة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك