الدار البيضاء تحتضن مهرجان فن الفيديو في دورته 31 تحت شعار هويات غير متجسدة بين الخيال والذكاء الاصطناعي

الدار البيضاء تحتضن مهرجان فن الفيديو في دورته 31 تحت شعار هويات غير متجسدة بين الخيال والذكاء الاصطناعي
ثقافة وفنون / الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 09:19 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

بأجواء فنية مبهرة وأضواء رقمية ساحرة، انطلقت مساء أمس الاثنين باستوديو الفنون الحية في الدار البيضاء فعاليات الدورة الحادية والثلاثين للمهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني، تحت شعار "هويات غير متجسدة"، في احتفاء بالفن الرقمي كجسر بين الإنسان والتكنولوجيا وبين الواقع والافتراض.

افتتاح هذه الدورة كان استثنائيًا بامتياز، إذ ألهب الفنان الفرنسي "مولا" قاعة العرض بعمل فني فريد بعنوان "IA Dream"، جمع فيه بين السحر والذكاء الاصطناعي والفنون البصرية في تجربة غامرة تماهت فيها الحدود بين الحقيقي والافتراضي، فأسَر الجمهور في عالم من الخيال العلمي البصري الذي يجسد كيف أصبحت التكنولوجيا أداة للتعبير الفني ولإعادة تشكيل هوية الإنسان المعاصر.

عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ليلى مزيان، أكدت في كلمتها الافتتاحية أن هذا الحدث الثقافي الذي بلغ عامه الحادي والثلاثين يهدف إلى جعل الجامعة فضاءً نابضًا بالفن والإبداع، وإلى تقريب الثقافة الرقمية والفكر المعاصر من الطلبة المغاربة، مضيفة أن شعار هذه الدورة "الهويات المتجسدة وغير المتجسدة" يعكس التحولات التي تعرفها المجتمعات المعاصرة في ظل تسارع الزمن التكنولوجي وتوسع العالم الافتراضي.

وأوضحت مزيان أن المهرجان يسعى إلى دراسة مفهوم الهوية في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، وأن الفن بات اليوم وسيلة جوهرية لاستكشاف الذات الإنسانية في بعدها المادي والرقمي، مبرزة أن مدينة الدار البيضاء تمثل رمزًا لهذا التحول الحضري والإنساني الذي يتقاطع فيه التراث بالتحديث، والمادية بالافتراضية، في مشهد يعيد تعريف هوية الإنسان في الألفية الثالثة.

المهرجان الذي ينظم بشراكة مع المعهد الفرنسي وسفارة فرنسا بالمغرب، يقدم برنامجًا متنوعًا وغنيًا يجمع بين العروض البصرية، الندوات الفكرية، والورشات التكوينية، بمشاركة فنانين وباحثين من المغرب وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والبرازيل والمكسيك والنيجر وسويسرا وتونس، مما يجعله فضاءً للتفاعل الثقافي والتبادل المعرفي بين ضفتي المتوسط والعالم.

النسخة الحالية تتميز بتركيز خاص على الإبداع الفرنسي، الذي يُبرز التنوع والغنى في المشهد الفني الرقمي بفرنسا، كما تشهد تنظيم ندوة دولية بشراكة مع جامعتي باريس 8 وسافوا مون بلان، بمشاركة باحثين من أكثر من ثماني دول، لمناقشة موضوع "الهويات غير المتجسدة" من زوايا فنية وأدبية وتكنولوجية، في محاولة لفهم كيف تصوغ الآلات والبيانات هوية الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي.

كما يقدم المهرجان مجموعة من الورشات التكوينية والماستر كلاس يؤطرها فنانون مرموقون وأساتذة جامعيون، يهدفون إلى تمكين الطلبة والشباب المبدع من أدوات الفهم والإنتاج الفني الرقمي، وتعزيز قدراتهم في التعامل مع الوسائط الجديدة التي تمثل لغة العصر ومختبر المستقبل الثقافي.

ومنذ تأسيسه سنة 1993، واصل المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء ترسيخ مكانته كمرجع في العالم العربي والإفريقي في مجال الفنون الرقمية، جامعًا بين البحث الأكاديمي والإبداع الشبابي، ومواكبًا التحولات التكنولوجية الكبرى التي تعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والآلة، وبين الهوية والخيال، في انسجام تام مع رؤية جامعة الحسن الثاني لتعزيز الحوار بين الثقافة والعلم والإبداع.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك