أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
عاشت مدينة فاس ليلة من ليالي الفن الراقي، حين اجتمع عشاق
الموسيقى الأندلسية مساء الأربعاء في ساحة باب الماكينة التاريخية ليستمتعوا بعرض
فني مفعم بالوجد والإتقان ضمن فعاليات مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي اختار هذا
العام أن يحتفي بكبار رواد الموسيقى الأندلسية في أبهى تجلياتها.
كانت الأجواء
ساحرة امتزج فيها عبق التاريخ بصفاء النغم، ليعيش الجمهور لحظات فنية استثنائية
تجمع بين الروح والجمال.
اعتلت الخشبة ثلاث قامات فنية تمثل مدارس أندلسية مختلفة، محمد
بريول، مروان حاجي، ونور الدين الطاهري، ليقدموا عرضًا يفيض شجنًا وسكينة، ويعيد
إلى الأذهان وهج التراث المغربي العريق. فأنغام بريول، أحد كبار أساتذة الموسيقى
الأندلسية وقائد أوركسترا معهد الموسيقى بفاس، التقت بصوت حاجي العذب، نجل المدينة
وأحد أبرز وجوه السماع الصوفي المغربي، فيما أضفى الطاهري لمسته الروحية الخاصة
المستلهمة من مسيرة غنية إلى جانب رموز الفن المغربي.
السهرة التي نظمت تحت
الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحولت إلى احتفاء بالروح المغربية
المتجذرة في الجمال والتسامح.
فقد قدمت
الأوركسترا المصاحبة توليفة فنية راقية مزجت بين موسيقى الآلة والموسيقى الصوفية
في انسجام تام عبّر عن وحدة الروح والجمال. كما شكلت الأمسية مناسبة لإحياء
الذاكرة الموسيقية المغربية كرمز للسلام والتعايش.
المهرجان الذي
يستمر إلى الخامس والعشرين من أكتوبر، تحت شعار "شعرية العيش، الفنون في
أبعادها الروحانية"، يواصل رسالته في ترسيخ قيم التصوف والتفاعل الثقافي بين
التقاليد الروحية المختلفة، عبر أمسيات شعرية وندوات فكرية تستكشف علاقة الفن
الصوفي بقضايا العالم الراهن.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك