
أنتلجنسيا المغرب: الرباط
يعيش رواق المغرب العربي بوجدة على
إيقاع الفن والإبداع، من خلال معرض فني متميز يحتفي بالمواهب الشابة، ويأتي في
إطار فعاليات الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية"،
المنظم من السابع إلى الثاني عشر من أكتوبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب
الجلالة الملك محمد السادس. ويهدف هذا المعرض إلى تشجيع الطاقات الصاعدة على تنمية
قدراتها الإبداعية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والفني بالجهة الشرقية.
يضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال
الفنية التي أبدعها طلبة ملحقة وجدة التابعة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان،
تشمل لوحات تشكيلية ورسومات ومنحوتات وتصاميم مبتكرة تجسد عمق الخيال الفني لدى
الشباب وقدرتهم على التعبير عن ذواتهم بلغة اللون والشكل والضوء. أعمال تلامس
الوجدان وتستفز التأمل، إذ تتجاوز التوصيف السطحي نحو فضاءات من الحس الجمالي
والرمزي.
محمد مباركي، رئيس معرض "آداب
مغاربية" والمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، أبرز في تصريح له أن الفن هو
شكل من أشكال اللغة الوجودية التي تترجم المشاعر والأفكار بطريقة لا تستطيع
الكلمات احتوائها. وأضاف أن هذا المعرض يعكس فلسفة المعرض المغاربي للكتاب التي
تقوم على توسيع مفهوم الإبداع ليشمل جميع أشكال التعبير الإنساني، سواء عبر الكلمة
أو الريشة أو النحت.
وأكد مباركي أن طلبة المعهد الوطني
للفنون الجميلة بوجدة، رغم حداثة تجربتهم، أظهروا قدرة على مقاربة الواقع برؤية
فنية عميقة تتجاوز التكوين الأكاديمي إلى بناء علاقة فاعلة مع محيطهم الاجتماعي
والثقافي، مشيرا إلى أن وكالة جهة الشرق دأبت على دعم مثل هذه المبادرات، لما
تمثله من رافعة لتنشيط الحياة الثقافية وإغناء المشهد الفني بالمنطقة.
من جهته، أوضح إدريس رحاوي، مدير
ملحقة وجدة للمعهد الوطني للفنون الجميلة، أن الهدف من هذا المعرض هو إبراز التعدد
الفني الذي يميز التكوين بالمعهد، حيث تتنوع الأعمال المعروضة بين الرسم والنحت
والتصميم. وأشار إلى أن بعض اللوحات هي نسخ تدريبية أنجزها طلبة السنة الأولى
لإتقان التقنيات، بينما تميزت أعمال السنة الثانية بالإبداع الحر والمقاربة
الشخصية للموضوعات.
رحاوي لفت الانتباه إلى أن الطلبة
اقترحوا أيضًا مشاريع نحتية لتزيين الفضاءات العامة في مدينة وجدة، ما يعكس انفتاح
التكوين الفني على المحيط المدني. وأعرب عن أمله في أن يتم تبني بعض هذه المشاريع
وتجسيدها ميدانيًا، لتصبح جزءًا من الهوية الجمالية للمدينة.
وأكد أن ملحقة وجدة، التي تدخل عامها
الثالث، تمثل إضافة نوعية للبنية الثقافية المحلية، إلى جانب المؤسسات المسرحية
والموسيقية، وتسعى لتقريب الفن من الجمهور وتعزيز الذوق الجمالي لدى المواطنين، في
أفق جعل وجدة مركزًا متجددًا للإبداع والفنون البصرية.
وتتميز الدورة الخامسة من معرض
"آداب مغاربية"، المنعقدة تحت شعار "أن نقيم في العالم
ونكتبه"، بمشاركة أسماء وازنة من المغرب والعالم، من مفكرين وأدباء وفلاسفة
وشعراء وفنانين من القارات الخمس، مما يجعل من هذا الحدث الثقافي ملتقى دوليًا
للحوار والتبادل المعرفي، وجسرا يربط بين الكلمة والصورة، بين الفكر والفن، في
احتفاء مشترك بالإنسان وإبداعه المتجدد.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك