عبد المجيد بوشنفى يوقع مؤلفًا جديدًا بعنوان “الإعلام البيئي قوة اقتراحية وأداة ديبلوماسية”.. فكر نقدي يعيد تعريف دور الصحافة في زمن التغير المناخي

عبد المجيد بوشنفى يوقع مؤلفًا جديدًا بعنوان “الإعلام البيئي قوة اقتراحية وأداة ديبلوماسية”.. فكر نقدي يعيد تعريف دور الصحافة في زمن التغير المناخي
ثقافة وفنون / الخميس 09 أكتوبر 2025 - 08:36 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

يواصل الباحث والإعلامي المغربي عبد المجيد بوشنفى، مدير نشر موقع “البيئة بريس”، إثراء المكتبة البيئية المغربية بإصدار جديد يحمل عنوان “الإعلام البيئي قوة اقتراحية وأداة ديبلوماسية”، صدر عن دار “بسمة” للنشر الإلكتروني في مائة وإحدى عشرة صفحة، ليشكل لبنة فكرية جديدة في مسار تكريس الوعي البيئي كقيمة معرفية وكممارسة مسؤولة داخل الحقل الإعلامي المغربي والعربي.

في مؤلفه هذا، ينطلق بوشنفى من قناعة راسخة مفادها أن الإعلام البيئي لم يعد ترفًا فكريًا ولا هامشًا في أجندة الصحافة الوطنية، بل هو إعلام نقدي بنّاء، فاعل ومؤثر، يسعى إلى تشكيل جيل أخضر واعٍ بمسؤوليته في مسار التنمية المستدامة، قادر على الانتقال من نقل الوقائع إلى اقتراح البدائل وصياغة الحلول.

ويؤكد المؤلف أن الإعلام البيئي هو أحد أذرع الدولة الحديثة في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على النظم البيئية، وهو أيضًا أداة من أدوات الدبلوماسية المعاصرة التي تدافع عن القضايا الوطنية والإنسانية من بوابة المناخ والبيئة والطاقات النظيفة.

في تقديمه للكتاب، استهل بوشنفى نصه باستحضار فقرة من الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد العرش، حين قال جلالته: “يجدر تفعيل التكريس الدستوري لكل من دور المجتمع المدني، ووسائل الإعلام والاتصال، في البناء السياسي والحقوقي والتنموي، بما يمكنهما من النهوض بمسؤوليتهما الفاعلة، كقوة اقتراحية، وكرافعة ناجعة، وشريك أساسي في توطيد هذا البناء.”
من هذه الرؤية الملكية استمد المؤلف عنوانه وأساس أطروحته، ليؤكد أن الإعلام البيئي يجب أن يتحول من ناقل للخبر إلى قوة اقتراحية تساهم في رسم السياسات العامة وتحريك النقاش العمومي حول قضايا البيئة والمناخ.

كما استشهد الباحث بوشنفى بمداخلة رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، التي أكدت أن “وسائل الإعلام مدعوة للاضطلاع بدورها الرئيسي بوصفها قوة اقتراحية، وعدم الاكتفاء بعكس مشاكل المجتمع”، ليعزز بذلك طرحه القائل إن الصحافة البيئية يجب أن تكون فاعلًا في الحل، لا مرآة للخلل فقط.

الكتاب يتوزع إلى ثلاثة أجزاء مترابطة.
الجزء الأول يتناول خصوصية الصحافة البيئية في المشهد الإعلامي المغربي، وكيف تفرض طبيعتها العلمية والمجتمعية أساليب معالجة مختلفة عن الصحافة الكلاسيكية. أما الجزء الثاني فيغوص في عمق مفهوم “الإعلام البيئي كقوة اقتراحية”، من خلال مقالات تحليلية تقدم حلولًا واقعية للأزمات البيئية الراهنة، وتربط بين الفعل الإعلامي والتفكير العملي.

أما الجزء الثالث، فهو بمثابة خريطة طريق نحو “الإعلام البيئي كأداة ديبلوماسية”، إذ يبرز كيف يمكن للصحفي البيئي أن يكون سفيرًا لبلده في المحافل الدولية، مدافعًا عن مصالح وطنه وقضايا القارة الإفريقية، وناقلًا لتجارب النجاح المغربية في مجال الطاقة النظيفة، والمبادرات الملكية التي جعلت من المغرب فاعلًا بيئيًا قاريًا مؤثرًا.

ويعرض بوشنفى في هذا الإطار تجربة المغرب الرائدة في بناء علاقات تعاون بيئي ومناخي مع عدد من الدول الإفريقية، كما يتحدث عن مشاركاته الميدانية في برامج الأمم المتحدة للبيئة، بصفته عضوًا في شبكة الصحفيين الأفارقة من أجل البيئة، حيث أتيحت له فرصة بناء جسور تواصل مع فاعلين إعلاميين ومدنيين من مختلف الدول الإفريقية، مكّنته من الدفاع عن القضايا الوطنية والتأكيد على الانتماء الإفريقي للمغرب.

الكاتب يربط بين تجربته الأكاديمية في علم الاجتماع الحضري وخبرته الميدانية في الصحافة البيئية ليقدّم رؤية متكاملة للإعلام كأداة للتحسيس والتأثير وصناعة القرار، معتبرًا أن الرهانات البيئية المعاصرة لم تعد شأنًا علميًا صرفًا، بل قضية حضارية تمس السيادة والعدالة الاجتماعية ومستقبل الأجيال القادمة.

من جهة أخرى، يسلط المؤلف الضوء على التحولات التي تعرفها البيئة الإعلامية في المغرب، داعيًا إلى إدماج الصحافة البيئية في السياسات العمومية الإعلامية، وإلى تكوين جيل من الصحفيين المتخصصين القادرين على فهم القضايا المناخية في بعدها الدولي والوطني.

الكتاب يشكل دعوة مفتوحة للنقاش حول موقع الإعلام البيئي في المنظومة التنموية للمملكة، ويعيد الاعتبار لدور الصحفي كفاعل مجتمعي يسهم في التوعية والتثقيف والدبلوماسية الموازية. إنه عمل يتجاوز الإخبار إلى الإقناع، ويتخطى التغطية إلى التأثير.

ويُذكر أن عبد المجيد بوشنفى، الذي يحمل في رصيده العلمي والمهني مسارًا ثريًا، يشغل رئاسة الجمعية المغربية للإعلام البيئي والمناخ، وهو عضو في شبكة الصحفيين الأفارقة من أجل البيئة، وحاصل على جائزة الحسن الثاني في صنف الإعلام البيئي، وجائزة التعاون المغربي الألماني في الإعلام البيئي، كما يشغل منصب نائب رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة فاس مكناس، إلى جانب كونه باحثًا في علم الاجتماع الحضري.

بهذا الإصدار، يضع بوشنفى لبنة جديدة في مسار تأسيس خطاب إعلامي بيئي مغربي حديث، يزاوج بين قوة التحليل ودبلوماسية التأثير، ليؤكد مرة أخرى أن الإعلام البيئي ليس ترفًا فكريًا، بل رهانًا استراتيجيًا لصون الكوكب، وترسيخ الحضور المغربي في معارك المناخ والتنمية المستدامة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك