صيف الأوداية.. عرس موسيقي يزف الفن المغربي إلى العالمية

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في أجواء صيفية تعبق بالأصالة والإبداع، انطلقت الدورة الـ13 للمهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الأوداية" بكورنيش أبي رقراق بالرباط، في حفل افتتاحي احتفى بالموسيقى المغربية من الجذور إلى المعاصرة.

الدورة، التي تُنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، جاءت متزامنة مع احتفالات عيد العرش، في رسالة تؤكد المكانة المتزايدة للفن كرافعة للهوية والانفتاح.

الافتتاح كان بصوت أيقوني لا يخطئه عشاق الأغنية المغربية، إذ أبهرت حياة الإدريسي الحضور بوصلة غنائية من رصيدها الفني الزاخر، لتتوج لاحقًا بـ"درع المهرجان" تكريما لمسيرتها التي تمثل جزءًا من الذاكرة الموسيقية الوطنية. وعلى منصة واحدة، تلاقحت الأجيال، فكان الجمهور على موعد مع الفنان "هاي كلاس"، أحد أبرز الأصوات الشابة التي تمزج بإبداع بين الإيقاع العالمي والطابع المغربي العصري، مقدمًا عرضًا تفاعليًا نال إعجاب الحاضرين.

حاتم إدار، بدوره، صعد إلى الخشبة ليقدم جرعة من الحماس والتفاعل بأدائه لأشهر أغانيه، مؤكدا أن مهرجان الأوداية بات منصة للقاء الفنانين مع جمهور متعطش للفن والفرح. ومع كل دورة، يكبر رهان التنوع، وهو ما شدد عليه هشام عبقاري، مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، الذي اعتبر أن المهرجان نجح في ترسيخ نفسه كمحطة فنية صيفية قارة، تتطور سنة بعد أخرى في البرمجة والتنظيم والانفتاح على مختلف الألوان.

رئيسة المجلس الوطني للموسيقى، وفاء بناني، لم تُخفِ اعتزازها بتطور المهرجان، مؤكدة أن دورة هذه السنة تقدم رؤية جديدة تعكس تنوع المشهد الموسيقي المغربي، وتستجيب لأذواق جمهور متنوع يجمع بين الوفاء للأصالة والانفتاح على التجديد. وذكّرت بأن المهرجان يواصل السير على خطى مؤسسه الراحل حسن مكري، متمسكا برسالة الفن الملتزم والاحتفال بالمواهب الصاعدة.

وسيستمر مهرجان "صيف الأوداية" إلى غاية 31 يوليوز، حاملا على أجنحته فسيفساء موسيقية تعبّر عن التعدد الثقافي المغربي، وتعيد رسم ملامح الاحتفاء بالصيف في قلب العاصمة، في لحظة تناغم فني تجمع بين التراث والحداثة، وتؤسس لثقافة مسرحية وموسيقية تقاوم الرتابة وتُعلي صوت الفن في زمن الحاجة إلى الجمال.