"بوغنبور" وطني يا وطن...

"بوغنبور" وطني يا وطن...
ثقافة وفنون / السبت 19 يوليو 2025 - 08:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

بريشة  الشاعر :عبدالرزاق بوغنبور

في زُقاقٍ منسيٍّ على هامش الحلم،
تمشي الحقيقةُ حافيةَ القدمين،
تتوكأ على عصا الصبر،
وتتعثر في حفرٍ حفرها الإهمالُ والنسيان.

تسأل عن العدالة
عن معنى أن تولدَ إنساناً
في بلدٍ يُوزَّعُ فيه الحلمُ بالقرعة،
وتُقاسُ فيه الكرامةُ بوحدات القرب من السلطة،
كأنّ الكرامةَ امتيازٌ لا حق!

في وطني،
حيثُ البحرُ يُغري أبناءَ الفقراءِ
بمراكبَ مصنوعةٍ من ملحِ الخيبة،
ويهمسُ لهم:
"
اقفزوا… فالنجاةُ هناك،
ولو أبتلعكم الموج!"

في بلادي،
يحلمُ الجبلُ بمدرسةٍ
لا يدرّس فيها الجليدُ،
ولا يُكتبُ الغيابُ باسم الرياح.

في بلدي،
يسكنُ الجوعُ وجهَ أرملةٍ
تنتظر معاشَ رجلٍ
مات مرتين:
مرّةً في الحياة،
ومرّةً في الورق!

متى نرى المواطنَ إنساناً،
لا مجرّدَ رقمٍ في إحصاءاتٍ موسمية؟
متى نكفُّ عن تشييدِ السجونِ
ونزرعُ بدلاً منها حدائقَ معرفة؟
متى يصبحُ التعليمُ نوراً دائماً،
لا شمعةً تُوقدُ كل خمس سنوات؟
ومتى تصيرُ الصحةُ
حقاً يُنتزع،
لا إحساناً يُمنَحُ في مواسم الحملة؟

يا وطني،
هل نُخطئُ حين نحلمُ بكَ عادلاً؟
حين نرسمُك دون قيودٍ على الشفاه؟
حين نكتب،
ونسأل،
ولا نُصفّقُ كلما مرّت القافلة؟

يقول الحكماء:
"
العدالةُ ميزانُ الأوطان"،
لكنّ ميزانَنا مائلٌ،
ترجّحُه الواسطةُ
وترجعه المصالحُ كما يشاءُ الريحُ
في موسمِ تبدّل الأقنعة.

ورغم كل شيء،
نكتبُ الشعرَ لا لنهرب،
بل لنُقيمَ في الحرفِ وطناً
لا يخذل أبناءه،
لا يبيعُ مرافئهُ لرجالِ الأعمال،
لا يُرتجفُ من صرخةِ امرأةٍ
تقول "لا"،
بصوتٍ يشبهُ الوطن
حين يُقرِّر أن يكون.

 

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك