بريشة الشاعر : عبدالرزاق بوغنبور- المغرب
أنا العربيُّ…
أحمل في
صدري لُغةَ السماء،
وفي كُتُبي
الوصايا،
وفي دمي
حكايات الأنبياء.
لكنني،
أحيانًا،
أجعل من
الدين سيفًا أرفعه
حين أشتهي
السلطة،
وأخفيه حين
يذكّرني بالعدل.
أنا المسلم…
أشهد أن لا
إله إلا الله،
ثم أعبدُ
ذاتي حين تُنازعني الحقيقة،
أُصلي
الفجر،
ثم أكذب
الضحى،
وأغتاب
العصر،
وأنافق
المغرب،
وأنام على
أحقاد العشاء.
أقول للناس: "اتقوا الله"،
ثم أبيعُ
ذممهم في المزاد،
أجعل
القرآن واجهةً،
والباطلَ
دكانًا خلفي،
أرفع
شعارات الرحمة،
لكن قلبي
لا يعرفها.
نكتب في المدارس:
"الدين
معاملة"،
ثم نظلمُ
في الوظيفة،
ونرتشي في
المحكمة،
ونُقصي
الكفاءة باسم "الولاء".
نُعلِّم
أبناءنا احترام الكبير،
ثم نُهين
العمّال في الشارع،
ونسخر من
الفقراء في المساجد.
نُحدّثُ النساء عن الحجاب،
لكننا
نتحرش بهنّ في الخفاء.
نقول إن
الأخلاق من الدين،
ثم نسكت عن
الظالم إذا كان من عشيرتنا،
وننبشُ
خطايا الغريب… حتى تُزهق روحه.
أيها المُتَدين زيفًا،
أما علمت
أن الله لا يُشترى بالرياء؟
أما قرأت
في القرآن:
"أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ؟ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ…"
فالدين ليس
مظهراً،
ولا جُبّةً
تلمع في المجالس،
ولا صوتاً
خاشعًا يخفي قلبًا قاسيًا.
يا ابنَ هذه الأمة الأبية،
لا
تُحَوِّل الدينَ إلى صكوكِ غفران،
ولا إلى
جوازِ مرورٍ نحو مصالحك.
فالله لا
يُخدعُ بحفظِ آيةٍ
وقلبك
ممسوحٌ من معناها.
يا من ترفع صوتك في الخُطَب،
خف الله،
ولا تجعل
المنبر سُلّمًا
لتهين به
المختلف عنك،
أو تُقدّسَ
ما تهواهُ جماعتك،
أو تُحرّم
ما تُحِبُّه غيرك.
الدينُ ليس متجراً سياسياً،
ولا مرآةً
للنفاق،
بل هو
ميزانٌ دقيق…
يُحاسبك
حين لا يراك أحد،
ويفضحك حين
تحسب أن الناس نيام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك