بريشة الشاعر: عبدالرزاق بوغنبور
في زحمةِ هذا
العالمِ
أضيعُ كظلٍّ ناحلٍ
يتكئُ على جدارِ المساء
ولا يجدُ صدى…
أطرقُ أبوابَ
الوجوهِ
وجميعُها مغلقةٌ
بأقفالِ المجاملاتِ،
والقلوبُ
مطفأةٌ كأنوارِ مقبرة.
أتحدثُ…
لكن صوتي يرتدُّ إليَّ
كأنني أناجي بئراً عميقةً
نسيت اسم الماء…
أبتسمُ
كثيراً
حتى جفَّتْ ملامحي
وصارت وجهي قناعاً
لا يعرفني.
الناسُ
كالسحبِ العابرة،
تتغيرُ وجوههم
كلما هبَّت ريحُ المصالح،
ولا أحدَ يستبقي أحداً
إلا بقدرِ حاجته.
وحين أكونُ
شفافاً
يمرّون بي…
ولا يرونني.
أيها اللهُ،
هل خلقتَ هذا التعب
ليكونَ المعنى؟
هل الوحدةُ قدرُ مَن يرى
أعمقَ مما تحتملُ العيون؟
علّمني كيف
أكونُ بسيطاً
كعشبٍ ينمو في صمت،
لا يسألُ الريحَ:
لِمَ لا تعود؟
علّمني أن
أحبَّ
دون أن أُكسَر،
أن أصدقَ
دون أن أُشْهَرَ غبياً.
أنا تعبٌ…
يمشي على قدمين.
أنا إنسانٌ
يحاولُ ألا يفقدَ إنسانيته.
لكني أؤمن ،
رغمَ هذا العطبِ الطويل،
أؤمنُ…
أن في جوفِ الليلِ
نجمةً لم تنطفئ بعد،
وأن القلبَ
إن انكسرَ مئةَ مرة
يعودُ ينبضُ كلّ مرةٍ
بطريقةٍ أصدق.
أؤمنُ…
أن الطيبين،
وإن قلّوا،
هم ملحُ الأرض،
وأن الكلمةَ الصادقة
تشقُّ طريقها
ولو بين ألفِ قناع.
أجرّ خطواتي
نحو صباحٍ لم يُولد بعد،
لكنّي أحمله في قلبي
كطفلٍ ينتظرُ اسمه.
وسأظلُّ
أكتبُ،
وأمشي،
وأحبُّ،
وأغفرُ،
لأن النورَ
لا يُخلَقُ
إلا من قلبٍ
مرَّ في
العتمةِ
ولم يُنكر
ضوءه
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك