أنتلجنسيا المغرب: م.إيطاليا
وضع الدرك الملكي المغربي حدًا
نهائيًا لمسلسل هروب زعيم المافيا الإيطالي باتريزيو فورنيتي وزوجته مونيكا
مونتينيرو بعد عملية نوعية جرت في ضواحي الدار البيضاء ليُسدل الستار على واحدة من
أعقد مطاردات الجريمة المنظمة العابرة للحدود ويؤكد المغرب مرة أخرى موقعه كقوة
أمنية إقليمية لا تتسامح مع تواجد المجرمين فوق ترابه.
وكشفت وسائل إعلام إيطالية أن الزوجين
ظلا فارين منذ يوليوز من العام الماضي بعد صدور أمر باعتقالهما في إطار التحقيق
الواسع المعروف بـ عملية الحصار التي ضربت مدينة أبريليا الإيطالية وأعادت رسم
خريطة المواجهة مع المافيا هناك.
ويعد فورنيتي من أخطر المطلوبين على
الإطلاق إذ كان يُنظر إليه كالعقل المدبر لشبكة إجرامية متغلغلة في أبريليا تنشط
في تهريب المخدرات والابتزاز والقتل وتمتد بخيوطها داخل الإدارات والمؤسسات
السياسية مما جعل ملاحقته أولوية قصوى للسلطات الإيطالية.
وأثبتت تحقيقات عملية الحصار فعاليتها
بعد أن أدت لتفكيك التنظيم في يوليوز واعتقال عدد كبير من عناصره قبل أن تتبعها wave ثانية من التوقيفات في فبراير ما أسفر
عن حل بلدية أبريليا بسبب التشابكات المافياوية التي طالت حتى عمدة المدينة آنذاك لانفرانكو
برينسيبي.
وجاءت عملية توقيف فورنيتي وزوجته في
المغرب بعد تنسيق أمني معقد جمع الدرك الملكي والمركز العملياتي لمديرية مكافحة
المافيا في روما ووحدة كارابينيري أبريليا إلى جانب دعم من خدمة التعاون الدولي
للشرطة والخبير الأمني في السفارة الإيطالية بالرباط وهو ما يعكس مستوى التعاون
الأمني الكبير بين الرباط وروما.
وأظهرت المعطيات أن الزوجين كانا
يحملان جوازي سفر سويسريين مزورين في محاولة للتمويه والفرار إلا أن يقظة الأجهزة
المغربية أجهضت خططهما وأحبطت كل مسارات الهروب التي كانا يراهنان عليها.
وباشرت المديرية الإقليمية لمكافحة
المافيا في روما الإجراءات القانونية لطلب تسليمهما حيث ينتظر أن يخضعا فور
وصولهما لإيطاليا للمحاكمة أمام القضاء المختص لإنهاء صفحة هروب دامت طويلاً
وأربكت السلطات الأوروبية قبل أن يضع المغرب نهايتها بحزم وصرامة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك