المغاربة بين نار الغلاء وحرمان المائدة..الخضر والفواكه حلم بعيد المنال

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في ظل موجة الغلاء المتصاعدة التي تضرب الأسواق المغربية، باتت أسعار الخضر والفواكه تنهش جيوب المواطنين، حتى صارت المائدة اليومية للكثير من الأسر تفتقد لأبسط المواد التي كانت في الماضي رمزًا للتنوع الغذائي.

فالتين الشوكي الذي كان يُباع بثمن بخس أصبح اليوم من الكماليات، والدلاح والبطيخ الأصفر والأحمر لم يعد في متناول الفقراء، أما باقي الفواكه فقد صارت في حكم المفقود أو المستحيل لمن يعيش من راتب محدود أو مدخول بسيط.

الوضع لم يتوقف عند حدود الشكوى بل تحوّل إلى حالة من الإحباط العام، حيث أصبح المواطن المغربي يعيش مفارقة قاسية، الأسواق ممتلئة بالخضر والفواكه لكن القدرة الشرائية المنهكة جعلت هذه المنتوجات بعيدة المنال، لتغيب من موائد الأسر وتتحول إلى سلعة محرمة على الطبقات الكادحة.

فاطمة الزهراء، ربة بيت من مدينة سلا تقول: "زمان كنا نشريو الخضر والفواكه بالكيلو والزوائد كايتقاداو بها الأطفال، دابا وليت نشري غير جوج مطيشات ولا شوية بصل باش نداوي بيه الماكلة، والفواكه الله يرحمها."

مصطفى، مستخدم من مدينة فاس: "الدلاح اللي كان كيكون فرجة الصيف، ولا اليوم سلعة ديال الأغنياء، واحد دلاح صغيرة كتفوت مية درهم، واش معقول هادشي؟"

خديجة، بائعة متجولة من مراكش: "حتى "الكرموص" اللي كان الفقير كيشبع بيه، ولا اليوم غالي وما بقاش كايتباع بثمن مناسب، المواطن البسيط بقا غير كيتفرج."

عبد السلام، متقاعد من طنجة: "الخضر والفواكه اللي كانت معمرة الطابلة المغربية ولاّت شبه منعدمة، والناس رجعت تعيش بالخبز والشاي والعدس، هادي رجعة لزمن القساوة."