القدس تقاوم بالزيتون والماء..وكالة بيت مال القدس تزرع الأمل في قلوب المزارعين

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

في مشهد يعكس عمق التضامن المغربي مع القضية الفلسطينية، وقعت وكالة بيت مال القدس الشريف اتفاقية حيوية مع وزارة الزراعة الفلسطينية لدعم صمود المزارعين في محافظة القدس، عبر مشروع "صمود" الذي يُعد أكثر من مجرد مبادرة تنموية؛ إنه رسالة سياسية قوية في وجه التهجير والاستيطان. الاتفاقية استهدفت 250 مزارعًا مقدسيًا، ووضعت أمامهم آليات ملموسة للبقاء على الأرض، عبر توزيع أشتال وصهاريج وحقائب بيطرية.

هذه المبادرة، المموّلة بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لم تأتِ في سياق عادي، بل جاءت في لحظة بالغة الدقة حيث تسعى إسرائيل لاقتلاع الوجود الفلسطيني من جذوره. فجاءت الاتفاقية بمثابة درع واقية، تُعزز قدرة المقدسي على البقاء في أرضه، لا سيما في المناطق المهددة بمحيط الجدار والمستوطنات، حيث لا يكفي الصمود اللفظي بل يتطلب أدوات إنتاج وماء وشتلات.

الوزير الفلسطيني رزق سليمية لم يُخفِ أهمية الحدث، واعتبر أن هذه الاتفاقية تمثل بداية مسار مستدام من الشراكة والمبادرات، موجهاً تحية للوكالة التي ما فتئت تُساند المزارعين بصمت وفعالية. من جهته، أكد الشرقاوي أن المشروع جزء من رؤية متكاملة تنفذها الوكالة بدقة، شاملة الزراعة، والرعاية البيطرية، وحتى الدعم النفسي والاجتماعي عبر الإنصات للمزارعين وزيارتهم ميدانيًا.

زيارات الوفد المغربي إلى قرى بيت سوريك وبِدُّو والجديرة كانت أكثر من بروتوكول رسمي؛ لقد كانت شهادة حياة على تضحيات فلاحين يقاومون بأغنامهم وصهاريجهم، محاصرين بالمستوطنات، لكن راسخين بجذورهم. مزارع قال: "نحن لا نزرع فقط زيتونًا.. نحن نزرع بقاءنا". وهنا كان دور الوكالة جليًا: تحويل المعاناة إلى مشاريع.

في ختام الجولة، ارتفعت كلمات الشكر من الميدان، حيث عبّر المزارعون عن امتنانهم الكبير للمغرب، مؤكدين أن الدعم ليس موسميًا ولا دعائيًا، بل مؤسسيًا ومستمرًا. "عونة" الزيتون، ومشروع "صمود"، وكل البرامج التي تقودها وكالة بيت مال القدس تحولت من شعارات إلى أدوات حياة، ومن مبادرات إلى أسلحة مقاومة ناعمة تحمي الأرض من المصادرة وتمنح الفلاح أملاً في المستقبل.