إعلان بغداد يُشعل شُعلة الأمل في زمن النزيف العربي..نداءات ملكية حازمة وتحركات عربية على وقع العدوان

إعلان بغداد يُشعل شُعلة الأمل في زمن النزيف العربي..نداءات ملكية حازمة وتحركات عربية على وقع العدوان
أنشطة ملكية / الأحد 18 مايو 2025 - 12:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسا المغرب:حمان ميقاتي

احتضنت بغداد قمة عربية غير اعتيادية، اختتمت أشغالها باعتماد "إعلان بغداد" الذي حمل رسائل سياسية حاسمة وتوصيات استراتيجية ترسم ملامح مرحلة جديدة من التفاعل العربي المشترك، وسط أجواء مشحونة بالتوترات الإقليمية والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.

ومثّل المغرب في هذه القمة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ناقلاً رؤية ملكية متزنة وواضحة تعكس الالتزام التاريخي والدبلوماسي العميق الذي يقوده الملك محمد السادس في دعم قضايا الأمة، خاصة في ما يتعلق بالملف الفلسطيني الذي تصدر الأولويات.

الخطاب الملكي الموجه إلى القمة، والذي تلاه بوريطة، كان بمثابة وثيقة ميدانية استراتيجية، دعا فيها جلالة الملك إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، والعودة إلى مسار التفاوض، مع التأكيد على ضرورة استئناف الهدنة تمهيداً لوقف نهائي لإطلاق النار، وهو موقف يجد صداه لدى الشعوب التي أنهكها القتل والدمار.

الملك محمد السادس لم يكتف بالدعوة للتهدئة، بل طالب المجتمع الدولي بوضع حد للاعتداءات في الضفة الغربية ووقف سياسات الهدم والتهجير، مشدداً على أهمية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وعدم عرقلة مهام "الأونروا"، وهو موقف إنساني قبل أن يكون سياسياً.

القمة شكلت أيضاً مناسبة لتجديد التقدير العربي لدور المغرب في رئاسة لجنة القدس وقيادة وكالة بيت مال القدس، حيث جدد إعلان بغداد دعمهما، منوهاً بدور العاهل المغربي في الدفاع عن المدينة المقدسة، باعتباره صوتاً عقلانياً ووازناً داخل المحافل الإقليمية والدولية.

من جهة أخرى، أعرب القادة العرب عن دعمهم للترشيح المغربي لمقعد غير دائم في مجلس الأمن، وتثمينهم لمبادرات المملكة في مجالات التكوين الديني، خاصة عبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ومعهد تكوين الأئمة، ما يعكس عمق الرؤية المغربية في تجفيف منابع التطرف عبر بوابة التأهيل الديني الرصين.

أما على صعيد الأزمات الأخرى، فقد أولت القمة اهتماماً بالأوضاع في ليبيا، مجددة دعمها للبعثة الأممية وفق اتفاق الصخيرات، في موقف يكرس محورية المملكة في مسار التسويات السلمية الإقليمية، ويعيد التذكير بأن الأمن العربي كلٌّ لا يتجزأ.

في ختامها، وجه إعلان بغداد رسالة واضحة إلى القوى الدولية، محذراً من صمت مدوٍ أمام المذابح في غزة، ومطالباً بوقف فوري لإراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وهي دعوة صريحة لتحويل التوصيات إلى التزامات عملية، ومغادرة مربع البيانات المجاملة إلى ميادين الفعل الحاسم.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك