أنتلجنسيا المغرب
في قرار أثار موجةً من الجدل بين جماهير كرة القدم العالمية، وجَّه نادي برشلونة الإسباني صفعةً لنجمه الصاعد *لامين يامال* (16 عامًا)، بمنعه من أداء مناسك العمرة في مكة المكرمة خلال مشاركة الفريق في كأس السوبر الإسباني بالمملكة العربية السعودية مطلع يناير 2025.
القرار الذي مزج بين الاعتبارات الرياضية والاجتماعية والدينية، أثار تساؤلاتٍ عن حدود سلطة الأندية في تقييد حريات اللاعبين الشخصية، خاصةً عندما تتعلق بشعائر دينية عميقة.
كشفت صحيفة *"سبورت"* الكتالونية تفاصيل القرار المُفاجئ، الذي حرم يامال – أحد اللاعبين المُسلمين الوحيدين في الفريق – من زيارة الأماكن المقدسة برفقة زميله *أنسو فاتي*، الذي نَقلت منصات التواصل صورًا له أثناء أداء المناسك.
بينما قُيِّد يامال بغرفة الفندق في جدة، بحجة "التركيز على النهائي" و"صغر سنه"، وفقًا لبيان النادي.
اللافت أن القرار لم يُطبَّق على فاتي (21 عامًا)، ما أثار شكوكًا حول معايير الاختيار، خاصةً مع تأكيد مصادر أن إدارة النادي خشيت من "مشكلات غير متوقعة" بسبب عدم وجود أحد والدَي يامال خلال الرحلة، نظرًا لكونه قاصرًا.
لم يكن يامال مجرد رقم في تشكيلة برشلونة خلال البطولة، بل كان أحد أبرز صانعي اللقب الـ15 للفريق في السوبر الإسباني.
سجَّل الهداف الشاب هدفًا حاسمًا في شباك أتلتيك بيلباو بنصف النهائي، ثم أتبعه بهدفٍ آخر في مرمى ريال مدريد بالنهائي، ليُتوَّج كأصغر لاعب يُشارك في إحراز اللقب. لكن يبدو أن أضواء الانتصار لم تُخفف مرارة حرمانه من تحقيق حُلمٍ شخصي، وصفه بأنه "أهم من أي كأس".
برَّرت إدارة برشلونة قرارها بالخوف من "تشتيت تركيز" اللاعب قبل مواجهة ريال مدريد، بالإضافة إلى مخاوف قانونية لغياب ولي أمره خلال الرحلة، خاصةً في دولة تُطبق أنظمةً صارمة تجاه القُصَّر.
لكن النقاد رأوا في التبرير تناقضًا صارخًا، ففي حين سُمح لفاتي – رغم مشاركته في نفس البطولة – بأداء العمرة، تمت معاملة يامال بشكلٍ مختلف، ما يُلمِّح لازدواجية في المعايير.
صور أنسو فاتي وهو يؤدي مناسك العمرة في يوم الراحة قبل النهائي، أصبحت سلاحًا في يد منتقدي قرار برشلونة.
التساؤلات تطايرت: "لماذا فاتي ويُمنع يامال؟ هل العمر مسوغ؟ أم أن الأمر يتعلق باختلاف الأولويات بين اللاعبين؟". البعض رأى في ذلك إشارةً لتفضيل النادي للاعتبارات التسويقية على حساب المبادئ، خاصةً مع اهتمام السعودية بضم فاتي مستقبلًا، وفقًا لتقارير إعلامية.
أشارت التقارير إلى أن يامال قد يُمنح فرصة أداء العمرة العام المقبل، شريطة تأهل برشلونة مجددًا للسوبر الإسباني في السعودية.
لكن القضية فتحت ملفًا أعمق: إلى أي مدى يجب أن تتدخل الأندية في حياة لاعبيها الشخصية؟ وهل يُمكن تبرير حرمان لاعب من ممارسة شعائر دينية بحجة "التركيز الرياضي"؟
خبراء رياضيون يعتبرون أن الأندية مطالَبة بموازنة دقيقة بين مصلحة الفريق واحترام معتقدات اللاعبين، خاصةً في عصر أصبحت فيه الصحة النفسية والروحانية جزءًا من أداء الرياضي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك