أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
تحولت الشواطئ
المغربية، وعلى رأسها مدينة أكادير، إلى فضاءات تختلط فيها الروائح البحرية بنبض
القارة الإفريقية، لكن هذا التحول لم يكن بريئًا أو متوازنًا.
فبدل أن يكون تلاقحًا ثقافيًا منضبطًا، أضحى اجتياحًا عشوائيًا لفضاءات الترفيه والسياحة من طرف جحافل المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول الساحل، الذين أعادوا تشكيل ملامح المكان بطقوس غريبة، وتسريحات شعر دخيلة، ورسومات حناء تطمس ما تبقى من رمزية الهوية المغربية على الشواطئ.
ما يجري على رمال أكادير وأخواتها لا يندرج في سياق التنوع
الثقافي، بل في خانة الفوضى التي تهدد ركائز السياحة الوطنية، وتعصف بحقوق السائح
المغربي والأجنبي على حد سواء. فبدل الأمن والنظام، يجد الزائر نفسه أمام عروض
هجومية، وسلوكات فيها من العدائية ما يكفي لإرباك تجربة الاصطياف وإفساد صورة
البلد أمام العالم. هذا ليس عنصرية، بل صرخة موجهة لحماية تراثنا من الذوبان،
وحماية السياحة من الانهيار تحت فوضى ثقافة لم تُنظم.
السكوت الحكومي، وخاصة من وزارة السياحة، يُعد تواطؤًا ضمنيًا
مع هذا التشويه اليومي، في وقت تحتاج فيه السياحة إلى هدوء وجمالية وهوية ثابتة.
الوزيرة في موقف حرج، إما أن تخرج لتوضح للرأي العام ما يجري، أو أن تتحمل مسؤوليتها في فرض النظام، وتنظيم الأنشطة التي تُمارس على الشواطئ المغربية بعشوائية غير مسبوقة، تحت عباءة "الاندماج" الزائف.
البلاد ليست ملاذًا للتمييع
الثقافي، ولا ساحة مفتوحة لكل من أراد فرض طقوسه على حساب السكان المحليين والسياح
الباحثين عن تجربة مغربية أصيلة. إنقاذ الشواطئ من هذا الغزو لا يعني الطرد، بل التنظيم
والاحترام، وإلا فإننا نؤسس لفقدان السيطرة، وتدمير ما تبقى من سمعة السياحة
الوطنية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك