أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
في خطوة لافتة تعكس تجذر التضامن الشعبي المغربي مع القضية الفلسطينية، أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين شروعها في التحضير لمشاركة وفد مغربي في المسيرة الدولية إلى قطاع غزة، والمقررة في الثاني عشر من يونيو الجاري. المبادرة، التي تهدف إلى كسر الحصار الصهيوني عن القطاع الجريح، لقيت تفاعلاً واسعا، خصوصا بعد فتح باب التسجيل أمام المغاربة الراغبين في الانضمام إلى هذه القافلة الإنسانية ذات الطابع السياسي، والتي تنطلق من 32 دولة.
ورغم الحماس الكبير الذي أبداه المواطنون، إلا أن مشاركة المغاربة ما تزال معلقة بانتظار رد رسمي من السلطات المصرية، حيث كشفت المجموعة أنها وضعت رسالة لدى السفارة المصرية بالمغرب منذ 30 ماي المنصرم، طلبت فيها عقد لقاء مع السفير المصري لتنسيق الإجراءات اللوجستية، غير أن الرد ظل معلقاً، رغم الزيارات المتكررة التي قام بها ممثلو المجموعة للسفارة. ورغم وعود الموظفين بالتواصل لاحقاً، إلا أن أي رد ملموس لم يصدر حتى اليوم.
في موازاة ذلك، راسلت المجموعة وزارة الخارجية المغربية من أجل التدخل لدى الجهات المصرية، وتيسير مشاركة الوفد الشعبي المغربي في المسيرة، التي من المنتظر أن تنطلق نحو العاصمة المصرية القاهرة، قبل التوجه نحو مدينة العريش ثم معبر رفح.
ووضعت المجموعة تصوراً دقيقاً للرحلة وتكاليفها، حيث قدرت كلفة مشاركة الفرد بنحو 17 ألف درهم، تشمل مصاريف النقل والإقامة وغيرها من الجوانب التنظيمية، في انتظار تفاعل إيجابي من الجانبين المغربي والمصري لضمان مشاركة المغاربة في هذه الخطوة العالمية لكسر الحصار.
خلال ندوة صحافية، أكدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن هذه المسيرة ليست فقط عملاً إنسانياً، بل هي رسالة سياسية قوية موجهة إلى الكيان الصهيوني، لوقف القتل والتجويع والتهجير الذي يمارسه منذ ما يزيد عن 600 يوم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، في حرب خلفت قرابة 200 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما لم تفوت المجموعة الفرصة للتنديد مجدداً بالمجازر الإسرائيلية، وبالصمت العربي والإسلامي المريب تجاه ما يحدث في غزة، معتبرة أن الأنظمة الرسمية تقاعست عن القيام بأبسط واجباتها تجاه ما وصفته بأكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث. ودعت إلى ضرورة تحريك أوراق الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، ووقف كل أشكال العلاقات والتطبيع مع كيان غاصب لا يجلب سوى الدمار.
وتأمل المجموعة أن تكون هذه المسيرة الدولية، بزخمها ومشاركة وفود من مختلف أنحاء العالم، نقطة تحول حقيقية في مسار كسر الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش واحدة من أحلك فصول معاناته في ظل غياب أفق سياسي حقيقي، وتواطؤ دولي مفضوح مع آلة القتل الإسرائيلية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك