"شن طن" حين يتعلم الشعب السعاية و"لقجع يتصدق"

"شن طن" حين يتعلم الشعب السعاية و"لقجع يتصدق"
بانوراما / الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 13:19 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

منذ أزمنة بعيدة كان المغاربة مضرب المثل في الكرم والجود، معروفين بـ"التويزة" التي كانت تقاسم الخيرات بين الناس بالعدل، فكانت القوت شراكة جماعية تضمن الاستقرار، ولم تكن هناك أجور خيالية تصل إلى 120 مليون سنتيم، ولا ما سمي لاحقاً بخدام الدولة، بل كان الجميع في خدمة الوطن والمواطن، وكانت الحياة بسيطة يسودها التضامن، والعلاج من الطبيعة ومن أعشاب الأرض، والعيش في القرى والحقول والغابات حياة أقل كلفة وأكثر كرامة.

غير أن الزمن تغيّر، وزحفت آلة العمران على أراضي البسطاء، انتزعتها بالقوة وبأثمنة بخسة لفائدة أصحاب النفوذ، لتُشيد عليها مشاريع لا علاقة لها بأولويات الناس، بينما ظل العلاج والتعليم والتشغيل مؤجلاً بحجج واهية، رغم أن تكلفتها لا تقارن بالملايير التي تُهدر في ملاعب ضخمة لا تشفي مريضاً ولا تعلم طفلاً ولا توفر قوتاً للجائع.

فوزي لقجع، بصفته رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، يقدم صورة صارخة لهذا الاختلال، إذ يسخّر الأموال الطائلة في الملاعب والمنشآت الرياضية بينما تُترك القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم في الهامش، وكأن حياة الناس ومستقبل الأجيال لا يساويان شيئاً أمام بريق الكرة وملاعبها.

وما يزيد المشهد قتامة هو أن الحكومة تغرق البلاد في الديون الثقيلة التي لا طاقة للمغاربة على تحملها، وفي الوقت نفسه تُصرف الأموال في أبواب الترف واللهو والمهرجانات، بدل أن توجه لإصلاح منظومة الأجور، خفض الأسعار، وضمان تعليم وصحة يليقان بالمواطنين، مما يجعل الشعور العام هو أن الدولة تسير عكس اتجاه حاجات شعبها.

ويصدق هنا المثل الشعبي المغربي "الطالب يطلب ومراتو تصدق"، فبينما يُنهك رئيس الحكومة المواطنين بالضرائب والقروض، نجد فوزي لقجع "يتصدق" بالملايير في غير محلها، بلا رقيب ولا حسيب، في مشهد يلخص بؤس السياسات العمومية، ويفضح منطق الاستهتار بمعاناة الشعب، ويجعل الناس في موقع "السعاية" داخل وطنهم، بينما ثرواته تُنهب أمام أعينهم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك