
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
ما حدث اليوم بملعب محمد الخامس لم
يكن مجرد تصرف أرعن من شخص عادي، بل كان مشهداً صادماً يعكس عمق الانحدار الذي
تصنعه سياسة تلميع التفاهة. أن يركض أحد "المصنوعين إعلامياً" كالممسوس
وسط صيحات جماهير الرجاء، متجهاً نحو جمهور الجيش الملكي، فذلك دليل على أن
الاستهتار بلغ مداه، وأن من يُمنحون قيمة زائفة عبر منابر الدولة لا يمثلون سوى
انحطاط الذوق العام.
القيمة الحقيقية لا تُمنح بالضجيج ولا
بالركض خلف الشهرة السطحية، بل تصنعها الكفاءة والجدية والإبداع، حين تصر وزارة
الثقافة، أو كما يسميها الشارع "وزارة التفاهة" وغيرها، على تضخيم وجوه
بلا وزن، فإنها لا تسيء فقط للفن والفكر والرياضة، بل تضرب في العمق مطالب
المغاربة بالارتقاء بالذوق الجماعي، وتحوّل منابر الإعلام الرسمي إلى أبواق عبثية
تُنتج قدوات مشوهة.
ما جرى يستدعي وقفة جادة لمساءلة من
يصرون على جعل التفاهة عنواناً للمرحلة، على حساب أصوات مبدعة ومثقفة قادرة على حمل
مشعل التنوير، الصمت أمام هذا الانحدار لم يعد ممكناً، لأن في استمراره إفساداً
لوعي المغاربة وتسفيهاً لرموزهم، وهو أمر يتناقض كلياً مع طموحات شعب يتطلع
للنزاهة والشفافية والرقي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك