بقلم: محمد أحواش
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب خلال اليومين الماضيين
تصعيدًا غير مسبوق بين عدد من مربي النحل، حيث تحولت نقاشات عامة بخصوص أوضاع
القطاع وممارساته إلى صراعات شخصية حادة وأسلوب تحريضي يؤجج التوتر.
وقد رُصد في العديد من المجموعات والصفحات المختصة كيفية اختطاف بعض
الأطراف للنقاشات الأصلية وتحويلها إلى استهداف مباشر لأشخاص بعينهم، ما أدى إلى
تصاعد السجالات الكلامية وتبادل الاتهامات بشكل غير مسؤول، مما أضرّ بسمعة المهنة
وأضعف الوحدة المهنية.
وزادت الأمور تعقيدًا مع تداول مقاطع فيديو تم اقتطاعها أو إخراجها
من سياقها، وتحميلها معانٍ غير مقصودة، الأمر الذي فجّر مزيدًا من الخلافات وأشعل
فتيل الخلافات بين المربين.
وعلى ضوء ذلك، أعلن بعض النحالين عن اللجوء إلى المساطر القضائية،
مؤكدين أن هذه الخطوة ليست بهدف الانتقام أو التصعيد، بل حماية للحقوق والكرامة
التي يكفلها القانون لكل من تعرض للإساءة أو التشهير.
ورغم اشتداد المواقف، يؤكد عدد كبير من مربي النحل على ضرورة ضبط
النفس والتمسك بأدبيات الحوار واحترام الرأي الآخر، مع الفصل الجلي بين المبادرات
المهنية البناءة والنزاعات الشخصية التي لا تخدم إلا مصالح ضيقة على حساب مصلحة
القطاع ككل.
هذا الجدل يعكس بوضوح الحاجة الملحة لوضع قواعد تنظيمية صارمة وموحدة
للتفاعل داخل أوساط النحالين على منصات التواصل الرقمي، بهدف حماية المهنة، ودعم
جهود المربين، والحفاظ على سمعتهم، بعيدًا عن الانزلاقات التي قد تجرّ القطاع إلى
أزمات داخلية لا مبرر لها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك