أنتلجنسيا المغرب:هشام علاوي
وسط أجواء مشحونة بالمسؤولية
والإصرار، تتواصل أشغال المؤتمر الوطني الرابع عشر للجمعية المغربية لحقوق
الإنسان، الذي انطلق أيام 23 و24 و25 ماي 2025، بمركب مولاي رشيد في بوزنيقة.
الحضور الكثيف والتمثيلية الواسعة من
مختلف الفروع الجهوية جسدا حرارة اللحظة السياسية والحقوقية التي تعيشها البلاد،
وجعلا من هذه الدورة محطة مفصلية في تاريخ الجمعية.
المؤتمرات والمؤتمرون لم يكتفوا
بالحضور، بل انخرطوا بوعي وجرأة في مناقشة تقارير الورشات السابقة، حيث صادقت
الجموع على خلاصاتها في جو من الحوار العميق والنقاش الرصين. هذا التمرين
الديمقراطي لم يكن شكلياً، بل عبّر عن مدى التزام المناضلين والمناضلات بقضايا
حقوق الإنسان في شموليتها، دون مساومة ولا تردد.
الأجواء داخل قاعات المؤتمر عكست
دينامية جماعية صادقة، ووعياً متقدماً بالرهانات الكبرى التي تواجه الفعل الحقوقي
اليوم. من قضايا الحريات العامة، إلى تحديات التراجع الحقوقي، مروراً بالمطالب
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بدا واضحاً أن الجمعية عازمة على تجديد أدواتها
التنظيمية والنضالية لمواصلة معاركها المبدئية.
الروح الديمقراطية التي ميّزت
النقاشات، لم تكن فقط أسلوب عمل، بل كانت أيضاً رسالة سياسية وأخلاقية موجّهة إلى
الدولة والمجتمع، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تُثبت مرة أخرى أنها ليست فقط
ضميراً جمعياً، بل مدرسة حقيقية في الممارسة الديمقراطية الجذرية، قادرة على
الصمود والتجدد في زمن الانكسارات والارتداد الحقوقي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك