أنتلحنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في زمن يُفترض فيه أن تُكرَّم اليد
العاملة، خرجت إحدى العاملات بمناسبة اليوم العالمي لحقوق العمال، فاتح ماي، بلافتة بسيطة حملت وجع آلاف الصامتات.
"عاملات النسيج بش" حسب اللافتة المتداولة، ليست مجرد عبارة، بل
صفعة على وجه كل من اختار تجاهل معاناة نساء ينهكهن التعب، ويُكبل صوتهن الخوف،
فلا يجدن إلا محطات فاتح ماي، و حائط "فيسبوك" ليفرغن فوقه صرختهن المكتومة.
هؤلاء النسوة لا يصنعن فقط القمصان
والمعاطف، بل ينسجن يوميًا تفاصيل البؤس، بين آلة الخياطة وقسوة المُشغّل، بين
رغيف اليوم وهمّ الغد، يمضين عمرهن بين الخيوط المهترئة لعقود عمل لا تضمن كرامتهن
ولا أمانهن، بل تبتلع زهرة أعمارهن دون أن تضمن لهن حتى غطاءً يقي أبناءهن برد
الشتاء.
اللافتة التي رفعتها تلك العاملة ليست
احتجاجًا فقط، بل مرآة مؤلمة تعكس واقع الاستغلال الممنهج، أجور تافهة، ساعات لا
تنتهي، حقوق مسلوبة، وأحلام معلقة على شماعة اسمها السكوت أو الطرد.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك