بقلم: إلياس عين الناس
مدرب التواصل باللغة الإنجليزية والمهارات السلوكية
بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل
مدرب التواصل باللغة الإنجليزية والمهارات السلوكية بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل—في خطاب الملك محمد السادس الأخير، لم تكن الكلمات مجرد خطاب رسمي، بل مجموعة من الدروس العملية الملهمة في القيادة والتنمية، يمكن تطبيقها مباشرة في ورشات التكوين المهني وفي حياة شبابنا اليومية. كمدرب للمهارات الحياتية، شعرت وكأنني أمام مختبر عملي لتجربة هذه المبادئ على أرض الواقع.
1.
القيادة الرشيدة والمسؤولية
الملك
دعا المسؤولين للعمل بروح المسؤولية لإنهاء التشريعات والبرامج المفتوحة.
الدرس
العملي: القدرة على التمييز بين الصالح العام والمصلحة الفردية وتطبيقه في فرق
العمل.
المفهوم
النظري: ما يُعرف في الأدبيات بـالقيادة الرشيدة (Good Governance)، وجذوره تمتد إلى فلسفة أفلاطون حول
الفيلسوف الحاكم وأفكار ماكس فيبر حول السلطة القانونية والبيروقراطية.
2.
التنمية المتكاملة والعدالة الاجتماعية
الخطاب
شدد على ضرورة أن تتكامل المشاريع الكبرى مع البرامج الاجتماعية لتحسين ظروف عيش
المواطنين.
الدرس
العملي: ربط الأهداف الاقتصادية بالتأثير الاجتماعي يعزز نجاح أي مشروع، ويمكن
تجريبه في ورشات المحاكاة بمكتب التكوين المهني.
المفهوم
النظري: التنمية البشرية للأمم المتحدة، فلسفة جون راولز في العدالة الاجتماعية، وPorter’s Shared Value لإيجاد قيمة مشتركة
بين التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي.
3.
المشاركة والمسؤولية المجتمعية
أكد
الملك أن المسؤولية ليست حكراً على الحكومة، بل تشمل البرلمان، الأحزاب، الإعلام،
والمجتمع المدني.
الدرس
العملي: إشراك جميع الأطراف والمسائلة المشتركة يعزز فاعلية القرارات، وهو ما
نطبقه في ورشات التدريب الجماعي والمسؤولية المشتركة.
المفهوم
النظري: الحوكمة التشاركية (Participatory Governance)، ومفهوم العقد الاجتماعي لجان جاك روسو.
4.
العدالة المجالية والتنمية المستدامة
تكافؤ
الفرص بين جهات المغرب يشكل حجر الزاوية في السياسات الوطنية.
الدرس
العملي: يمكن تحويل هذا المفهوم إلى مشاريع تنمية الجهات في ورشات التكوين المهني،
حيث نتعلم التخطيط طويل المدى وتوزيع الموارد بشكل عادل ومستدام.
المفهوم
النظري: أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، نموذج Balanced Scorecard، وفلسفة ماركس المعتدلة في معالجة الفوارق الاقتصادية.
5.
الثقافة المؤسسية والتكامل الحكومي
الخطاب
شدد على تناغم البرلمان مع الحكومة في المشاريع الكبرى.
الدرس
العملي: التنسيق بين المؤسسات والفرق المختلفة يخلق بيئة مستقرة وفعّالة، ويتم
تجريبه في ورشات محاكاة التوافق المؤسسي.
المفهوم
النظري: Institutional
Cohesion
وفلسفة كونفوشيوس حول التناغم المؤسسي كأساس للسلام والاستقرار.
6.
الرؤية الاستراتيجية طويلة المدى
أكد
الملك على استمرارية البرامج الوطنية، بما في ذلك النموذج التنموي الجديد، دون
انتظار الانتخابات المقبلة.
الدرس
العملي: التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى يضمن استقرار ونجاح أي مشروع، وهو ما نطبقه
في تجارب التكوين المهني والتخطيط العملي للمتدربين.
المفهوم
النظري: Strategic
Foresight
في الإدارة الحديثة.
7.
خطاب الملك وجيل Z: الإلهام والتوجيه العملي
في
الوقت الذي يكبر فيه جيل Z وسط تحديات اجتماعية واقتصادية متسارعة، يقدم خطاب الملك محمد
السادس خارطة طريق عملية للتوجيه والتعلم.
الدرس
العملي: المبادئ التي شدد عليها الملك—القيادة الرشيدة، المشاركة المجتمعية،
العدالة، والتخطيط الاستراتيجي—ليست حكرًا على المسؤولين أو المؤسسات، بل يمكن لكل
شاب وشابة أن يطبقها في مشاريعه، مبادراته، وأعماله اليومية.
التطبيق
المباشر لجيل Z:
يمكن للشباب في ورشات التكوين المهني أو في المبادرات المجتمعية أن يترجم هذه
المبادئ إلى خطط عمل واقعية، مشاريع ابتكارية، ومبادرات مسؤولة، مما يزرع لديهم
روح القيادة والتمكين منذ سن مبكرة، ويؤسس لجيل قادر على إحداث تأثير حقيقي
ومستدام في المجتمع.
خطاب
الملك محمد السادس ليس مجرد كلمات رسمية، بل خارطة طريق للتحول السلوكي
والمؤسساتي. من خلال تجربة هذه المبادئ في المختبر التدريبي لمكتب التكوين المهني،
يمكن لكل مواطن ومتدرب أن يستلهم القيادة الرشيدة، العدالة الاجتماعية، المشاركة
المجتمعية، والتخطيط الاستراتيجي، ويحوّلها إلى خطوات عملية ملموسة في حياته
اليومية ومشاريعه المستقبلية. بهذا يتحول الخطاب إلى أداة فعلية للتمكين والتنمية
المستدامة على أرض الواقع، ويقدم لجيل Z نموذجًا حيًا لكيفية المشاركة الفاعلة وبناء
المستقبل الوطني.
حقيقة موضوع يستحق النظر فيه بعمق لبعده المنهجي و الاشتغالي! انه حقيقة مقال مبتكر.