أنتلجنسيا المغرب:الربان
في موقف سياسي حازم، جدد وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، تأكيد بلاده على صمودها في وجه الحصار الاقتصادي الأميركي، مشدداً على أن واشنطن تملك القدرة على فرض العقوبات وتكثيف الحرب الاقتصادية، لكنها عاجزة عن كسر إرادة كوبا وشعبها.
وأكد رودريغيز، في تصريحات رسمية نقلتها وسائل الإعلام الكوبية، أن الحصار المفروض منذ أكثر من ستة عقود لم ينجح في زعزعة استقرار الدولة الكاريبية، بل عزز من صمودها، وفضح السياسة الأميركية أمام المجتمع الدولي، الذي ما فتئ يدعو، عاماً بعد آخر، إلى رفع هذا الإجراء الأحادي وغير الإنساني.
كوبا تتحدى: لا تراجع عن السيادة ولا المواقف
وشدد الوزير الكوبي على أن الإرادة الشعبية متجذرة في تاريخ البلاد ومقاومتها، وأن السيادة الوطنية ليست قابلة للتفاوض. وقال: "منذ انتصار الثورة سنة 1959، أثبت الشعب الكوبي مراراً أن الضغوط لن تثنيه عن المطالبة بحقه في تقرير مصيره بحرية واستقلال".
وأشار إلى أن محاولات الولايات المتحدة لتركيع الاقتصاد الكوبي عبر الحصار المالي والتجاري والقيود التكنولوجية لم تمنع الحكومة من مواصلة برامجها الاجتماعية والصحية والتعليمية، بل إنها خلقت دينامية داخلية لتعزيز الإنتاج المحلي والابتكار في مواجهة القيود.
الدعوة لرفع الحصار ومحاسبة المسؤولين عن آثاره
كما دعا رودريغيز المجتمع الدولي إلى الاستمرار في المطالبة بإنهاء الحصار، واعتبر أن فرض عقوبات جماعية على بلد صغير مثل كوبا يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولحقوق الإنسان. وذكّر بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بأغلبية ساحقة في السنوات الأخيرة لصالح رفع الحصار، في تحدٍ واضح للإرادة الأميركية المنفردة.
وفي السياق ذاته، أكد الوزير أن بلاده لن تتوقف عن المطالبة بالتعويض عن الأضرار الاقتصادية والإنسانية التي تسبب فيها هذا الحصار، والتي قدّرتها هافانا بمئات مليارات الدولارات على مدى عقود.
رسائل دعم من حلفاء وأصوات أميركية مناهضة للحصار
وحظيت تصريحات الوزير الكوبي بتأييد من قبل عدة دول ومنظمات مناهضة للحرب والحصار، بما في ذلك حركات تضامن في أميركا اللاتينية وأوروبا، حيث تتزايد الدعوات لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين واشنطن وهافانا.
حتى داخل الولايات المتحدة، بدأت أصوات سياسية ومدنية ترتفع للمطالبة بمراجعة السياسة المتشددة تجاه كوبا، خصوصاً في ظل التحديات العالمية الجديدة التي تفرض تعاوناً إقليمياً بدلاً من المواجهات العقيمة.
كوبا تتسلّح بالإرادة في وجه الضغوط
في ظل استمرار الحرب الاقتصادية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد كوبا، تصر الأخيرة على أن الصراع لم يكن يوماً اقتصادياً فقط، بل هو معركة كرامة وسيادة. ووفقاً لوزير خارجيتها، فإن واشنطن قد تملك أدوات الحصار، لكنها لا تملك القدرة على كسر إرادة أمة قررت أن تبقى حرة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك