أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
في خطوة اعتبرها مراقبون عودة صريحة لنهج "أمريكا
أولًا"، عاد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة
المقبلة دونالد ترامب ليثير الجدل داخل أروقة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
فقد وجّه
ترامب رسالة شديدة اللهجة لدول الحلف، دعاهم فيها إلى زيادة مساهماتهم المالية
بنسبة لا تقل عن خمسة في المئة، مشددًا على أن "الولايات المتحدة لن تبقى
الراعي الوحيد للأمن الأوروبي"، وأن على كل دولة أن تتحمل نصيبها الحقيقي من
العبء الدفاعي، بدلًا من الركون إلى "المظلة الأمريكية المجانية"، على
حد تعبيره.
رسالة ترامب، التي ترافقت مع سلسلة من التصريحات الإعلامية
القوية، لقيت ردود فعل متباينة داخل الحلف؛ ففي حين رحّبت بعض الدول المطالبة منذ
سنوات بإعادة توزيع الأعباء بموقف ترامب، اعتبرته دول أخرى تهديدًا مبطنًا بتفكيك
التزامات الدفاع المشترك التي يقوم عليها الحلف.
وفي خضم التوترات
الدولية وتصاعد التهديدات الأمنية شرق أوروبا، يبدو أن دعوة ترامب تمثل إشارة
واضحة بأن واشنطن لن تواصل تمويل "أمن الآخرين" بينما تئن داخليًا تحت
وطأة عجز الميزانية وأزمات اجتماعية خانقة.
ترامب، المعروف بلغة خطابه
الصادمة وجرأته في مواجهة المؤسسات الدولية، يراهن مجددًا على دغدغة مشاعر
الأمريكيين الذين سئموا ما يصفونه بـ"عبء الحماية المجانية"، ويعيد طرح
السؤال الجوهري حول جدوى استمرار التزامات أمريكا في الخارج ما لم تُقابل بتضحيات
متكافئة.
وفي ظل صعود
التيارات القومية والانكفائية عبر أوروبا والغرب، قد تمثل تصريحات ترامب بداية
مرحلة جديدة من إعادة تشكيل معادلات التحالف، وربما بداية انفجار داخلي في هيكل
الناتو نفسه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك