المغرب يرسم بلمسة ملكية مسارا إنسانيا نحو غزة يعيد تعريف الدبلوماسية العالمية

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/كندا

في خطوة لافتة تؤكد عمق الرؤية الملكية في خدمة القضايا العادلة، برزت المساعدات الإنسانية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة سكان غزة كترجمة عملية للدبلوماسية الإنسانية المغربية. هذه المبادرة لم تكن مجرد شحنة مساعدات غذائية أو طبية، بل كانت رسالة قوية للعالم مفادها أن المغرب، بقيادة ملكه، ينخرط في الدفاع عن فلسطين ليس بالشعارات، بل بالفعل الميداني الملموس الذي يصل مباشرة إلى المستفيدين دون وسطاء.

الموقف الكولومبي، الذي عبّر عنه الجامعي والخبير القانوني إيرنان أليخاندرو أولانو غارسيا، لم يكن سوى صدى لصوت المجتمع الدولي الذي يرى في المبادرة الملكية تجسيدا لنموذج فريد من الدبلوماسية الراقية. فالمغرب لم يكتف ببيانات التضامن ولا بالخطابات السياسية، بل تحرك بخطوات مدروسة جسدت حس الملك الإنساني ووعيه بمسؤولية بلده التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.

هذه الالتفاتة الملكية أبرزت المغرب كفاعل أساسي في الساحة الدولية، يجمع بين التضامن الفعّال والوزن السياسي. فبينما تكتفي قوى كبرى بالتصريحات، جاء المغرب ليبرهن أن القيادة المسؤولة تقاس بالفعل الميداني وبالقدرة على تحويل القيم الإنسانية إلى قرارات عملية لها أثر مباشر على حياة الناس.

ما يميز هذه المبادرة أيضا هو رمزيتها السياسية، فهي تؤكد أن دعم فلسطين بالنسبة للمغرب ليس ظرفيا ولا موسميا، بل هو التزام ممتد ومتجذر في التاريخ. ومن خلال هذا الموقف، يكرس الملك محمد السادس صورة بلده كصوت عادل، قادر على الجمع بين البعد الأخلاقي والنجاعة الدبلوماسية.

إنها مبادرة تعكس جوهر السياسة الملكية القائمة على التضامن مع الشعوب المستضعفة، وتعيد رسم صورة المغرب كأمة لها ضمير حي، ومكانة دولية لا تُقاس فقط بالحدود الجغرافية، بل بمدى قدرتها على مدّ الجسور الإنسانية في زمن الأزمات.