الرياضة تصنع المعجزات طنجة تتحول إلى منبر عالمي للتربية والإدماج والتغيير الاجتماعي عبر الملاعب

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

في مدينة طنجة، لم تكن الندوة الدولية مجرد لقاء علمي، بل منصة عالمية لبعث رسالة قوية مفادها أن الرياضة لم تعد ترفاً أو ترفيهاً، بل أصبحت أداة حقيقية لتغيير المجتمعات، وانتشال الشباب من هوامش التهميش نحو فضاءات الاندماج والتفوق.

وقد استعرضت مداخلات المشاركين من ثمان دول متوسطية كيف تحولت الرياضة إلى قنطرة عبور من الانقطاع المدرسي إلى المقاولة، ومن الضياع في الشوارع إلى التفوق داخل المؤسسات التعليمية، مستعرضين نماذج حية وملهمة.

وفاء شاكر، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أبرزت أهمية الرياضة في خارطة طريق الإصلاح التربوي، معتبرة إياها بوابة للحد من التسرب الدراسي، ورافعة للارتقاء السلوكي والتواصلي داخل المدرسة المغربية.

وأكدت أن برامج من قبيل "رياضة ودراسة" والأنشطة الموازية داخل الفضاءات التعليمية، باتت تمثل الحصن التربوي الجديد لحماية التلاميذ من السقوط في فخ الإقصاء الاجتماعي، وتعزيز فرصهم في سوق الشغل بفضل ما تغرسه الرياضة فيهم من قيم الصبر والالتزام واحترام القواعد.

وفي سياق التمكين الرياضي، ثمنت شاكر التعاون المثمر مع جمعية "تيبو إفريقيا"، والذي خلق دينامية نوعية بالجهة، مؤسسة على تحويل الرياضة إلى لغة عالمية تفتح آفاق الشباب وترسخ فيهم حس الانتماء والثقة بالنفس.

من جانبه، شدد محمد أمين زرياط، رئيس جمعية "تيبو إفريقيا"، على أن هذه الندوة جاءت ضمن تظاهرة "Régate4Med" لتكرّس المغرب كأرض للفرص، وفضاء تلتقي فيه طموحات الشباب من ضفتي المتوسط، خصوصاً ممن يعيشون أوضاعا هشّة أو ينتمون لفئة اللاجئين.

وأوضح أن الهدف لم يعد محصوراً في ممارسة رياضية سطحية، بل في تسخير الرياضة كأداة لتكوين مهارات الحياة، وتطوير الحس المقاولاتي لدى الشباب، وتحرير طاقاتهم لخدمة قضايا جوهرية كالتعليم والصحة والتماسك الاجتماعي.

كما سلطت الندوة الضوء على النموذج المغربي المتميز، إذ اعتبر المشاركون أن دسترة الحق في الرياضة يعكس رؤية متقدمة للدولة في جعلها رافعة مركزية للتنمية البشرية، وهو ما يعكسه أيضاً إدماجها القوي في فلسفة النموذج التنموي الجديد.

تظاهرة "Régate4Med"، التي احتضنتها طنجة، لم تكن فقط تظاهرة بحرية، بل ورشة إنسانية مفتوحة، جمعت بين أكثر من 400 شاب وشابة، مغاربة ومتوسطيين، في تجربة فريدة من نوعها، تُبرهن أن الرياضة اليوم ليست مجرد حركة، بل حركة مجتمعية نحو التغيير.