أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تمتلك نحو 400 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪، وهو مستوى يكفي لتصنيع تسع إلى عشر رؤوس نووية لو تم استكمال العملية إلى مستوى السلاح.
هذه الكمية تمثل نقطة محورية في الغزوة العسكرية، فجاءت الضربات الأمريكية والإسرائيلية تحت مسمى “الأسد الصاعد” و"مطرقة منتصف الليل" لاستهداف المخزون، لكن النتائج جاءت دون الطموحات.
فشل تكتيكي بأبعاد استراتيجية
وصف الخبير جوفري لويس من معهد ميدلبري هذه الضربات بـ"الفشل الاستراتيجي الكبير"، رغم أن العملية حملت أبعاداً تكتيكية قوية. الضربات لم تمس بشكل حاسم المواد النووية أو بنيتها التحتية تحت الأرض، ولا توجد دلائل على استهداف أنفاق أو مخابئ تحتوي على اليورانيوم عالي التخصيب، ما يعني أن الأهداف الحقيقية للبرنامج لا تزال قائمة.
شح المعلومات عن مواقع التخزين
رغم تحليق القاذفات فوق مناطق مثل نطنز وأصفهان، لم تُقدَّم أدلة على تدمير مواقع أساسية. مدير الوكالة غروسي أكد أن إيران نقلت المخزون قبل الضربات، بينما ظهرت صور تُظهر شاحنات ثقيلة تغادر منطقتي أصفهان وفوردو قبل الغارات. كما يُعتقد أن مخزنًا نوويًّا تحت الأرض قرب نطنز لم يمسّ وأعيد تغطيته تورابياً، ما يعكس تنظيمًا دفاعيًا منظمًا.
إيران لا تزال مستعدة على قدم وساق
يقر الخبير لويس بأن المنشآت الكبرى قيد الإنتاج، بما فيها مختبرات أنفاق تحت الأرض وخطوط طرد مركزي IR‑6. ويشير إلى أن البرنامج قادر على إعادة تجميع سلسلة أجهزة الطرد المركزي بسرعة، مع تقديرات بوصول إيران لإنتاج مادة السلاح النووي خلال أقل من 60 يومًا إن استمر المصبّ من المخزون وبنية الإنتاج.
الحل دون سلاح: لمَ فشل الضربات؟
الضربات أدت إلى تعطيل مؤقت للبنية التحتية، لكنها لم تضعف البرنامج على النحو الذي حققه الاتفاق النووي (JCPOA). ويؤكد لويس أن المقاربة العسكرية لا تحقق الاستدامة، وأن الدبلوماسية كانت نجحت سابقًا في الحد من البرنامج لفترة أطول. الضربات تكلفت كثيرًا، لكنها أنجزت وما زالت تسأل: لأي غرض؟
نقطة اللاعودة
الواقع الآن أن إيران تملك ذخيرة مطمورة، ومرافق إنتاج غير مستهدفة بالكامل، وقد عزّزت استعدادها لمواجهة أي تحركات مماثلة مستقبلًا. البرنامج النووي بات أعمق وأكثر صعوبة في التدمير، بل وأكثر حساسية أمنيًا. والمجتمع الدولي أمام حقيقة قاسية: على الرغم من القدرات العسكرية المتقدمة، فإن ضربات مثل "الأسد الصاعد" خلّفت تساؤلات حول جدواها الحقيقية وسيناريوهاتها المستقبلية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك