يوم عرفة... بوابة العتق وساعة الإجابة لا تجعله يضيع في الغفلة

يوم عرفة... بوابة العتق وساعة الإجابة لا تجعله يضيع في الغفلة
دين / الخميس 05 يونيو 2025 - 10:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل

اجعل يوم عرفة نقطة التحوّل الكبرى في حياتك، لا تمرّ عليه مرور الكرام، ولا تتركه في طي النسيان أو في زحمة الأشغال التافهة التي تتكرر كل عام. هو ليس كسائر الأيام، بل هو أعظمها، أقدسها، وأكثرها فرصًا للفوز برضا الله.

إليك هذا الجدول الروحي العملي من عشرين فقرة لتستعد لهذا اليوم الفاصل كما يليق بجلاله:

نم ليلة عرفة مبكرًا وكأنك تستعد للقاء حبيب انتظرته عامًا كاملاً، نم بقلب مقبل على الله لا على الدنيا.

اجعل نيتك لصوم هذا اليوم العظيم خالصة خاشعة، فهو يكفّر ذنوب سنتين.. سنة مضت وسنة قادمة، وأي فرصة أعظم من هذا العطاء الربّاني؟

قم قبل الفجر بساعة، توضأ بخشوع، واركع لله ركعات شوق، واجعل سجدتك أطول من كل سجداتك، واغمس قلبك في الدعاء.

اجعل استغفارك في السحر مدًا لروحك، لا تقطعه حتى تشرق شمس يومك بصفحة بيضاء من الذنوب.

استعد لصلاة الفجر بطمأنينة تامة، لا تجعلها صلاة عادية، بل صلاة المشتاق للعفو، المنتظر لرحمة تنزل من السماء كالمطر.

بعد الصلاة، لا تستعجل الخروج أو النوم، بل اجلس متأملاً في نعم الله، وابدأ في ورد قرآني يملأ صباحك نورًا وسكينة.

اقرأ سورة الكهف فهي نور بين الجمعتين، ويوم عرفة هو النور الذي لا يضاهى، فزِد نورًا إلى نورك.

ردّد التهليل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة.. فهي من أفضل الأذكار في هذه الأيام.

رتّب يومك بحيث لا تلتفت لما يقطعك عن ذكر الله، لا زيارات، لا أسواق، لا برامج فارغة.. فقط أنت وربك.

صلاة الضحى في هذا اليوم لها وقع آخر، صلّها بخشوع واطلب من الله الرزق الحلال والستر في الدنيا والآخرة.

اقضِ وقتًا في تدبّر معاني الحج وأنت تتخيّل نفسك في عرفات، حتى إن لم تكن حاجًا، فقلبك يمكن أن يحجّ!

الزم القرآن، افتح المصحف واجعل لسانك يقطر بآيات التوبة والرحمة، لا تفوّت هذه الساعات على أي شيء آخر.

احرص على كثرة الصلاة على النبي، فهي ترفع الدرجات وتشرح الصدر وتقرّبك من الحبيب المصطفى.

إن استطعت، فتصدّق ولو بالقليل، فأعمال الخير في يوم عرفة تتضاعف بشكل لا يخطر على بالك.

اعقد نية العتق من النار، واطلب من الله أن يكتبك في ديوان الناجين، فهذا اليوم هو يوم العتق الأكبر.

لا تنس الدعاء للمسلمين أجمعين، للأحياء والأموات، للمظلومين والمحرومين، فالسماء مفتوحة، والأجر عظيم.

مع اقتراب المغرب، اجعل دعاءك مركزًا، مستمرًا، وذرف الدموع بين يدي الله، فهذه آخر لحظات يوم عرفة المبارك.

لا تضيّع لحظة الغروب، فهي لحظة استجابة، ارفع يديك كما رفعها النبي في عرفات حتى سقط رداؤه من كثرة التوسل.

حين يُرفع الأذان لصلاة المغرب، احمد الله أنك أتممت هذا اليوم بصوم وذكر ودعاء، وابدأ الإفطار بقلب شاكر.

وأخيرًا، خذ لحظة في نهاية اليوم لتسأل نفسك: هل أنا من الذين غُفر لهم؟ هل أنا من العتقاء؟ واستودع الله قلبك أن لا يضلّه أبدًا بعد هذا النور.

اجعل يوم عرفة هذا العام يومًا مفصليًا، فربما لا تدرك مثله مجددًا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك