أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
على مدى أربعين يوماً من الترحال
الروحي والطقوسي، اختتم بجماعة حد الدرا، الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتراً من
مدينة الصويرة، الموسم السنوي للزاوية الرجراجية تحت شعار "الروحانية
والتقاسم"، في طقس فريد يختزل أبعاداً دينية وتراثية واجتماعية عميقة. هذا
"الحج الدائري" الذي يجوب قبور 44 ولياً من أولياء رجراجة بمنطقة
شياضمة، يجسد تواصلاً روحياً عابراً للزمن، يحتفي بالمقدس ويعيد صلة الأجيال
بجذورهم الروحية.
الموسم الذي حضر اختتامه الكاتب العام
لعمالة الإقليم ووفد رسمي وازن، تميز بمزيج من الخشوع والاحتفال، حيث ترددت أناشيد
المديح وتُليت آيات الذكر الحكيم، تلتها لحظات دعاء وولاء للملك محمد السادس أمير
المؤمنين، في مشهد يعكس تلاحم الزاوية الرجراجية مع المؤسسة الملكية وارتباطها
العميق بالعرش العلوي المجيد. وفي مبادرة نوعية، تم توقيع اتفاقية إطار بين مؤسسة
نقيب الزوايا ومختبر بحث جامعي، ما يفتح آفاقاً علمية جديدة لتوثيق التراث
اللامادي للزاوية وإعادة تثمينه.
ولم يغب البعد الاقتصادي عن الحدث،
حيث شُيدت فضاءات للعرض والفرجة الشعبية، أبرزها معرض المنتوجات المحلية وعروض
التبوريدة، مما أضفى على الموسم طابعاً شاملاً يُجدد الروابط بين الثقافة والدين
والتنمية المحلية. لقد تحول هذا التقليد السنوي إلى لحظة جامعة، تنبعث منها قيم
التصوف المغربي الأصيل، وتُرسّخ فكرة أن الروحانية ليست انغلاقاً، بل انفتاح على
الإنسان والهوية والوطن.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك