أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي
وفق تقارير حديثة صادرة عن مركز “بيو” للأبحاث، يُتوقع أن يشهد المسلمون أعلى معدل نمو سكاني بين جميع الأديان خلال العقود المقبلة. في الفترة الممتدة بين 2015 و2060، من المتوقع أن يرتفع عدد المسلمين بنسبة تزيد عن 70%، مقابل نمو إجمالي للسكان العالمي بنسبة 32% فقط.
ويرجع هذا النمو اللافت إلى عاملين رئيسيين: ارتفاع معدل الخصوبة لدى العائلات المسلمة، وانخفاض متوسط الأعمار في الدول ذات الأغلبية المسلمة، ما يعني وجود نسبة أكبر من السكان في سن الإنجاب مقارنة بباقي المجموعات الدينية.
الخصوبة والشباب: مفاتيح النمو السكاني الإسلامي
تشير الإحصائيات إلى أن معدل الخصوبة لدى النساء المسلمات يبلغ نحو 2.9 طفلاً لكل امرأة، مقابل 2.2 لدى المسيحيات و1.7 فقط في أوروبا الغربية، على سبيل المثال. وتُعد الدول الإسلامية من بين الأصغر سناً في البنية الديمغرافية؛ حيث لا يتجاوز متوسط العمر في كثير منها 24 سنة، ما يُسرّع دوران الأجيال ويزيد عدد المواليد.
الانتشار الجغرافي: أين يعيش المسلمون؟
اليوم، يعيش أكثر من 60% من المسلمين في آسيا، خصوصاً في دول مثل إندونيسيا، باكستان، الهند، وبنغلاديش. أما في إفريقيا جنوب الصحراء، فالنمو السكاني الإسلامي يُعدّ أسرع مما في أي منطقة أخرى، إذ يُتوقع أن يتضاعف عدد المسلمين هناك بحلول 2050. في أوروبا، يرتفع عدد المسلمين كذلك بفعل الهجرة، ومن المتوقع أن يشكلوا 11% من سكان القارة في منتصف القرن.
تداعيات سياسية واقتصادية
النمو السريع للسكان المسلمين يطرح تحديات وفرصاً على المستويين الإقليمي والعالمي. ففي الوقت الذي قد تواجه فيه بعض الدول المسلمة تحديات تتعلق بالبطالة، والتعليم، والصحة العامة، فإن هذه الكتلة البشرية الشابة تمثل أيضاً سوقاً ضخمة، وقوة عاملة مستقبلية ضخمة قد تغيّر موازين القوى الاقتصادية.
في المقابل، تُعيد بعض القوى الغربية تقييم سياساتها في مجال الهجرة والاندماج، في ظل مخاوف متزايدة من تحولات ديمغرافية قد تُغيّر من هوية مجتمعاتها، خاصة في ظل صعود التيارات اليمينية.
الإسلام في الغرب: جيل جديد وتحديات الاندماج
مع تزايد الهجرة وارتفاع معدلات المواليد بين الجاليات المسلمة، بات الإسلام هو الدين الثاني في عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا والسويد. غير أن هذا النمو يُرافقه جدل دائم حول الاندماج، المواطنة، وقيم التعدد الثقافي، خاصة في ظل تصاعد الخطابات الشعبوية المعادية للمهاجرين.
نحو عالم متعدد الأقطاب الديمغرافي
بحلول 2060، من المرجّح أن يقترب عدد المسلمين من عدد المسيحيين في العالم، مع توقعات بأن يصبح الإسلام الديانة الأكثر انتشارًا في النصف الثاني من القرن. هذا التحول الديمغرافي يُمهّد لعالم مختلف في أولوياته وتحالفاته وثقافاته، ويطرح أسئلة عميقة على صناع القرار والمفكرين والمجتمعات الدينية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك