زلزال أمني يهز أركان النظام:انشقاق العقيد الجزائري "مروان"..الخلفيات والتداعيات الدولية والإقليمية

 زلزال أمني يهز أركان النظام:انشقاق العقيد الجزائري "مروان"..الخلفيات والتداعيات الدولية والإقليمية
تقارير / السبت 31 مايو 2025 - 11:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في خطوة غير مسبوقة، أقدم العقيد الجزائري المعروف بـ"مروان" على الانشقاق عن جهاز الاستخبارات وفراره إلى سويسرا طالبًا اللجوء السياسي، ما أحدث صدمة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية في الجزائر.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات داخلية واختلالات متواصلة في جهاز الاستخبارات، مما يضع النظام الجزائري في مأزق دولي حقيقي، خاصة مع تصاعد ملفات الفساد والجرائم التي تُلاحق كبار المسؤولين.

خلفيات الانشقاق:تراكمات من الفساد والصراعات الداخلية

يُعد انشقاق العقيد "مروان" أحدث حلقة في سلسلة من الانشقاقات والفضائح التي طالت جهاز الاستخبارات الجزائري في السنوات الأخيرة. فقد شهد الجهاز تغييرات متكررة في قيادته، حيث تم تعيين خمسة مدراء على رأس المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي خلال ثلاث سنوات فقط، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار والتخبط داخل الجهاز .

كما أن اعتقال العقيد بن عاصر بوعلام، القنصل السابق للجزائر في أليكانتي والمسؤول السابق في المخابرات الخارجية، بتهمة تسريب معلومات حساسة، يُظهر مدى التدهور الذي وصل إليه الجهاز .

تداعيات دولية:مأزق للنظام الجزائري

انشقاق العقيد "مروان" وفراره إلى سويسرا يضع النظام الجزائري في موقف حرج على الساحة الدولية. فقد سبق أن تم توقيف مسؤول في وزارة الاقتصاد الفرنسية بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الجزائرية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين .

كما أن تقارير استخباراتية أوروبية حذرت من استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، مما يُشير إلى أن الجزائر ليست الدولة الوحيدة التي تواجه تحديات أمنية داخلية وخارجية .

الاختلالات الداخلية:صراعات على السلطة وتدهور في الأداء

تشير التقارير إلى أن جهاز الاستخبارات الجزائري يعاني من صراعات داخلية على السلطة، حيث تم تعيين عبد الغني راشدي على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي بطريقة "قسرية"، مما أدى إلى حالة من التمرد وعدم الفعالية داخل الجهاز .

كما أن تعيين الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد كمستشار عسكري للرئيس عبد المجيد تبون، ثم طرده لاحقًا، يُظهر مدى التخبط في القرارات والتعيينات داخل المؤسسة الأمنية .

ضرورة الإصلاح الشامل

انشقاق العقيد "مروان" ليس مجرد حادثة فردية، بل يُعد مؤشرًا على الحاجة الملحة لإصلاح شامل في جهاز الاستخبارات الجزائري. فبدون معالجة جذرية للاختلالات الداخلية ومحاسبة المسؤولين عن الفساد والتجاوزات، ستظل المؤسسة الأمنية عرضة للانشقاقات والفضائح التي تُضعف من مكانة الجزائر على الساحة الدولية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك