زلزال سياسي في جنوب إفريقيا:حزب كبير يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية ويدعو لتحالف اقتصادي مع الرباط

زلزال سياسي في جنوب إفريقيا:حزب كبير يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية ويدعو لتحالف اقتصادي مع الرباط
سياسة / الأربعاء 11 يونيو 2025 - 15:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

في خطوة مفاجئة تعكس تحولات استراتيجية عميقة في مواقف النخبة السياسية بجنوب إفريقيا، أعلن حزب "أومخونتو وي سيزوي" (MK)، الذي يقوده الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، عن دعمه العلني لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الأقاليم الجنوبية، ووصفها بأنها "حل جدي وواقعي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء". كما دعا الحزب إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية مع المغرب، واعتبر أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرباط وبريتوريا.

انقلاب في موقف تقليدي مناصر للبوليساريو

لطالما كانت جنوب إفريقيا إحدى الدول الإفريقية الأكثر دعماً لجبهة البوليساريو، حيث اعترفت بها منذ عقود وظلت من أبرز المدافعين عن أطروحتها داخل الاتحاد الإفريقي. لكن إعلان حزب "أومخونتو وي سيزوي"، الذي فاز بمقاعد برلمانية خلال الانتخابات الأخيرة ويُعتبر القوة الصاعدة في البلاد، شكل مفاجأة مدوية في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة أن زعيمه جاكوب زوما كان رئيساً لجنوب إفريقيا حينما كرّست بلاده هذا الدعم.

وجاء في البيان الصادر عن الحزب:

"نعتقد أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تمثل أساساً واقعياً للحل السياسي، وتحترم السيادة والوحدة الترابية، وتراعي تطلعات سكان الأقاليم الصحراوية لحكم أنفسهم في إطار سيادة دولتهم."

المغرب شريك استراتيجي لا خصم

أعرب الحزب الجنوب إفريقي الجديد عن رغبة قوية في تطوير شراكة متينة مع المغرب، ترتكز على مبادئ التعاون جنوب-جنوب، والمصالح الاقتصادية المشتركة، ومواجهة التحديات الأمنية والبيئية التي تواجه القارة الإفريقية.

كما دعا إلى إطلاق منتدى اقتصادي مغربي-جنوب إفريقي يضع أسس تحالف تجاري واستثماري شامل، ويدفع رجال الأعمال من البلدين للاستثمار في قطاعات حيوية كالفلاحة، الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية.

وصرح متحدث باسم الحزب لوسائل إعلام محلية:

"من غير المنطقي أن نغلق أبواب التعاون مع المغرب، أحد أقوى الاقتصادات الإفريقية، في وقت تحتاج فيه بلادنا إلى شراكات استراتيجية للنهوض الاجتماعي والاقتصادي."

الصدى الإقليمي والدولي.. الرباط ترحب وخصوم المغرب في صدمة

في الرباط، استقبلت دوائر القرار والمجتمع المدني هذه التطورات بترحيب واسع وارتياح كبير، حيث اعتُبر الموقف الجديد "تحولاً مفصلياً" في خارطة التحالفات الإفريقية بشأن قضية الصحراء المغربية.

كما توقعت مصادر دبلوماسية مغربية أن يسهم هذا الموقف في تشجيع مزيد من الأحزاب والقوى السياسية الإفريقية على إعادة النظر في مواقفها التقليدية التي لا تعكس الدينامية الإقليمية الجديدة ولا تستجيب لتطلعات شعوب القارة.

في المقابل، سادت حالة من الارتباك والتخبط وسط قيادة البوليساريو، التي تفاجأت بما وصفته بـ"طعنة من الظهر" من طرف قيادة سياسية كانت بالأمس القريب تُعتبر من أبرز حلفائها.

هل يُغيّر زوما قواعد اللعبة في إفريقيا؟

المراقبون يعتبرون أن إعلان حزب زوما دعم المبادرة المغربية قد يشكل بداية نهاية الانحياز الإيديولوجي الأعمى لبعض الأنظمة الإفريقية لقضية مفبركة. كما أن هذا الموقف يأتي في سياق تصاعد الأصوات داخل الاتحاد الإفريقي لإعادة النظر في عضوية الكيان الانفصالي، والذي لطالما عطّل مسارات التنمية والتكامل بين الدول الإفريقية.

وبينما لم يصدر أي رد رسمي من حكومة سيريل رامافوزا، يتوقع أن تخلق هذه التطورات نقاشاً وطنياً داخل جنوب إفريقيا حول المصالح القومية، وجدوى استمرار الانخراط في نزاع إقليمي بعيد جغرافياً وغير ذي أولوية للشعب الجنوب إفريقي.

المغرب يمضي بثبات نحو بناء تحالفات جديدة

بفضل دبلوماسيته النشطة والرؤية الملكية الاستباقية، يواصل المغرب حصد ثمار التحول في موازين القوى داخل القارة، وتثبيت موقعه كشريك موثوق وفاعل استراتيجي إفريقي. ومع الدعم الجديد القادم من جنوب إفريقيا، يكون المغرب قد كسر أحد آخر المعاقل السياسية التي طالما دعمت الطرح الانفصالي، ما يؤكد أن قضية الصحراء تعرف تغيراً جذرياً في إدراك القوى الإقليمية لمآلاتها ومستقبلها.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك