في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا دبلوماسية
عميقة، أعلنت وزيرة خارجية الإكوادور، "غابرييلا سومرفيلد"، عن عزم بلادها افتتاح
سفارة رسمية في الرباط مع نهاية يونيو 2025، الإعلان، الذي لم يأتِ من فراغ، يندرج
في سياق اهتمام متزايد من طرف دول أمريكا اللاتينية بتعزيز حضورها في شمال
إفريقيا، ويعكس تحوّلًا نوعيًا في تموقع "الإكوادور" على الخارطة الجيوسياسية
للمنطقة.
القرار لا يكتفي بمجرد فتح مقر
دبلوماسي جديد، بل يترجم إرادة سياسية صريحة في إعادة تشكيل علاقات الإكوادور
الخارجية، خصوصًا مع المغرب الذي بات اليوم فاعلًا محوريًا في قضايا الأمن الطاقي
والهجرة والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
التحرك "الإكوادوري" يأتي كذلك في وقت
تشهد فيه مواقف العديد من الدول تحولات تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث أضحت
الرباط تحصد مزيدًا من الدعم الصريح لحقها المشروع في وحدتها الترابية.
افتتاح سفارة الإكوادور في المغرب لا
يمكن عزله عن هذا السياق الدولي المتغير، فهو يتجاوز البرتوكولات الدبلوماسية إلى
ما يشبه إعلان نية استراتيجية، تؤسس لشراكة واعدة تشمل الاقتصاد والسياسة
والثقافة. كما أن هذه الخطوة تضيف زخما جديدا للدبلوماسية المغربية، وتؤكد صواب
نهج الرباط في كسب مواقف داعمة لقضيتها الوطنية عبر بناء تحالفات حقيقية مع قوى
ناشئة في الجنوب العالمي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك