أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في لحظة انزلاق غير مسبوقة، خرجت
علينا إحدى الممثلات المحسوبات على حاشية رئيس الحكومة ، بتصريحات أقل ما يُقال
عنها إنها خارج السياق والمنطق والعقل، بدا واضحًا أنها لم تعد تميز بين خشبة
المسرح ومنبر الخطاب السياسي، في وقت يعاني فيه المواطن من لهيب الأسعار ودوامة
الغلاء وفساد ينخر زوايا الدولة كما تنخر "الملحة والقنب" ظهر وظلوع
المواطن وأسس المجتمع.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، ظهر وزير
لا يعرف من السياسة غير لسانه، وكأن حديثه لا يحتاج أكثر من دعوة عشوائية على
شاكلة "أجي أفمي وقول"، في مشهد يفتقر إلى أدنى مقومات الجدية
والمسؤولية، وزراء من هذا الصنف لا يُتوقع منهم إلا السقوط في الابتذال، ولا ضرر
إن استعدّوا بمثل هذه الخطابات الخاوية بلباس "الحفاضات" قبل إطلاق
فرطقاتهم الفارغة مواقفهم في الهواء.
وأتذكر مستملحة "واحد سولوه شنو
خدمتك فكان الجواب مساعد سمسار، تعجب القوم لم نسمع بهذه المهنة من قبل ما هو دورك
فكان الرد صادما "السمسار يكذب وأنا كنحلف"، رئيس الحكومة يكذب والوزير يحلف طبق الأصل.
أما الخطابات الرزينة التي كان يلقيها
رجال السياسة في زمن مضى، فصارت مجرد ذكريات، كانت تشدّ الأسماع وإن لم تتحقق
وعودها بالكامل.
اليوم، حلّ محلهم بهلوانات يصفقون لأنفسهم،
ويجر وراءه مشهدًا كاريكاتيريًا مخزيًا يعكس الانحدار العميق الذي سقطت فيه
الممارسة السياسية، وكأن السياسة تحوّلت إلى ساحة تنشيط في مهرجان "الضحك على
الذقون" .
ولا يسعنا إلا أن نستحضر نبوءة
الجدّات حين قلنَ: "غادي يجي نهار وتخدم ماكينة الحصاد وتحبس المدارِي
ويولّيو يحكمو الدراري"، نعم، لقد جاء هذا اليوم .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك