كاتماندو تشتعل.. حجب منصات التواصل يشعل شرارة غضب شبابي غير مسبوق في نيبال

كاتماندو تشتعل.. حجب منصات التواصل يشعل شرارة غضب شبابي غير مسبوق في نيبال
دولية / الأحد 14 سبتمبر 2025 - 14:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

شهدت العاصمة النيبالية كاتماندو انفجارًا غير مسبوق للاحتجاجات الشبابية التي سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، لتكشف عن عمق الأزمة السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. القرار الحكومي الأخير بحجب 26 منصة للتواصل الاجتماعي، بينها فيسبوك ويوتيوب وإكس وواتساب، كان الشرارة التي أطلقت موجة الغضب، بعدما اعتبره الشارع مسًّا مباشرًا بحرية التعبير وحق الأجيال الصاعدة في التواصل والانفتاح.

الحكومة بررت خطوتها بكونها تهدف إلى ضبط المحتوى والتصدي للحسابات الوهمية وخطاب الكراهية والاحتيال، لكنها وجدت نفسها في مواجهة جيل غاضب يرى أن هذه الحجج لا تعدو كونها غطاء لتكميم الأفواه وتقييد الحريات. وفي الوقت الذي حاولت السلطات الدفاع عن قرارها باعتباره مسألة تنظيمية وتقنية، اشتعلت الساحات العامة والمسيرات الشبابية مطالبة بوقف ما اعتبرته سياسة قمعية.

الغضب الشعبي في نيبال تجاوز مسألة الفضاء الرقمي، ليعري أزمات أعمق يعيشها الشباب، من انسداد آفاق الشغل إلى تراجع الثقة في المؤسسات، مرورًا بإحساس متزايد بالفساد وسوء التدبير. فبالنسبة لهم، لم يعد الأمر متعلقًا فقط بمنصات افتراضية، بل بمستقبل جيل يبحث عن الكرامة والعدالة والفرص في وطنه.

المواجهات العنيفة التي رافقت الاحتجاجات عكست حجم الشرخ القائم بين السلطة والمجتمع، حيث سجلت صدامات في الشوارع الرئيسية للعاصمة، وردت قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والاعتقالات، في مشهد ينذر بمزيد من الاحتقان إذا لم تُفتح قنوات للحوار والاستماع إلى أصوات الشباب.

بهذا التصعيد، تدخل نيبال مرحلة دقيقة من تاريخها السياسي، فإما أن تستجيب الحكومة لمطالب الإصلاح وتراجع سياساتها المقيدة للحريات، أو تمضي في نهج المواجهة الذي قد يعمق أزمتها الداخلية، خصوصًا في ظل إصرار جيل جديد على أن زمن الصمت قد انتهى، وأن شبكات التواصل ليست سوى رمز لمعركة أوسع من أجل التغيير.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك