أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
رغم أن الوقائع تشير بوضوح إلى أن
إسرائيل هي من بادرت بتوجيه الضربات إلى إيران، خرجت مفوضية الاتحاد الأوروبي
بموقف بدا للكثيرين مستفزًا، معلنة دعمها لما وصفته بـ"حق إسرائيل في الدفاع
عن نفسها".
هذا التصريح المثير للجدل يعكس
ازدواجية المعايير الأوروبية التي طالما غذّت الأزمات بدلًا من حلها، خصوصًا حين
يتعلق الأمر بالممارسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
التبرير الأوروبي للعدوان الإسرائيلي
لا يُقرأ بمعزل عن السياق السياسي والدبلوماسي الذي يسود القارة العجوز، حيث تغلب
الحسابات الاستراتيجية على المبادئ الحقوقية، ويبدو أن دعم إسرائيل صار جزءًا من
السياسة الثابتة بغض النظر عمّن يشعل فتيل المواجهات.
فحتى في اللحظة التي تتضح فيها الصورة
بأن إسرائيل هي من أطلقت الرصاصة الأولى، تُمنح صك البراءة مسبقًا، وتُصوّر كضحية
تحت التهديد.
هذا الخطاب المزدوج يُفقد الاتحاد
الأوروبي ما تبقّى له من مصداقية في ملف السياسة الخارجية، ويطرح تساؤلات كبرى حول
مصير العدالة الدولية عندما تصبح مواقف المؤسسات الكبرى رهينة الولاءات
الجيوسياسية.
فمن يدافع عن منطق القوة على حساب
الحقيقة، يساهم في تكريس الفوضى بدل إرساء السلام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك