أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
شهد المعهد المتخصص في مهن البناء
والأشغال العمومية بفاس لحظة تاريخية يوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، حيث احتفى
بتخرج فوجه الأول من التقنيين المتخصصين، في حدث وُصف بأنه انتصار للرأسمال البشري
ومؤشر قوي على دينامية المغرب في التكوين المهني المرتبط مباشرة بالأوراش الكبرى
والمشاريع التنموية. وقد بلغ عدد الخريجين 72، شكّلت الإناث نسبة 54% منهم، في
سابقة تعكس التحول العميق الذي يعرفه القطاع نحو مزيد من الانفتاح والمساواة.
خلال حفل التخرج، تم تسليم الشهادات
لـ 16 مساحا طوبوغرافيا، و18 تقني مختبر، و20 متخصصا في قياس الكميات، و18 تقنيا
في النجارة المعدنية والألمنيوم والفولاذ المقاوم، مما يعكس تنوع التكوينات
المقدمة داخل المعهد. وقد أبرز الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، عبد الفتاح
صاحبي، في كلمته بالمناسبة، أن هذا الإنجاز يأتي انسجامًا مع التوجيهات الملكية
السامية لإحداث جيل جديد من مؤسسات التكوين المهني بالشراكة مع المهنيين، بهدف
ملاءمة مخرجات التكوين مع حاجيات سوق الشغل الوطنية.
المعهد، الذي يعد واحدا من ضمن 15
مؤسسة تستفيد من صندوق "شراكة" ضمن برنامج "الميثاق الثاني"
للتعاون المغربي الأمريكي، يشكل تجسيدًا حيا للاستراتيجية الوطنية في التكوين
المهني التي تراهن على يد عاملة مؤهلة تواكب مشاريع البلاد الكبرى، مثل شبكة الطرق
السيارة، السدود، ومحطات تحلية المياه. وقد أشادت مختلف التدخلات خلال الحفل
بالدور الفاعل للفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية، ووزارة التجهيز، ومجلس
مدينة فاس، في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود.
رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، عبد الواحد
الأنصاري، لم يُخفِ فخره بهذا الفوج الأول، معتبرا إياه لبنة أولى نحو تحقيق طفرة
نوعية في القطاع الجهوي. كما عبّر عن استعداد مجلس الجهة لتقديم كل أشكال الدعم من
أجل تقوية حضور هذا المعهد في النسيج السوسيو-اقتصادي، داعيًا الخريجين إلى
الانخراط بروح وطنية عالية في بناء مغرب جديد متسلح بالكفاءة والالتزام.
من جانبه، أوضح محمد محبوب، مدير معهد
التكوين، أن هذا النجاح ليس سوى بداية لمسار طموح، مؤكدًا أن قطاع البناء بالمغرب
يحتاج سنويًا إلى آلاف الكفاءات، وأن الفيدرالية تسعى لتحويل معهد فاس إلى قطب
وطني مرجعي في التكوين المتخصص. وأبرز أن الرؤية المستقبلية تتجه نحو التوسيع،
وابتكار مسارات تكوينية جديدة تواكب التحولات التكنولوجية والمجالية التي يعرفها
قطاع البناء والأشغال العمومية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك