أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
ما بين التصريح الغريب والطلب
السريالي، خرج علينا "إبراهيم غالي"، زعيم كيان
"البوليساريو"، في تدوينة على منصة "إكس"، معلنًا تضامنه
الكامل مع إيران، وملتمسًا من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن يرسل الجيش
الجزائري لحماية حليفهما في الشرق الأوسط!
منتهى "الضحك المبكي"، حين
يتحول قائد ميليشيا انفصالية إلى خبير جيو- سياسي، يوزع الأدوار الإقليمية وكأننا
أمام جنرالات في لعبة "ريسك"، لا شك وأنه سيتصل
بـ"شنقريحة" لإعداد الجيش.
السخرية تبلغ ذروتها حين نعلم أن
الجزائر نفسها ما تزال تتجرع مرارة تدخلاتها السابقة، مئات من جنودها وضباطها
يقبعون في زنازين الحكومة السورية الجديدة بقيادة "أحمد الشرع"، بعد أن
أُسروا وهم يقاتلون إلى جانب الطاغية المخلوع اللاجئ في سوريا "بشار الفأر..عفو
الأسد". يبدو أن غالي نسي أو تناسى هذا الحرج الكبير للجزائر، وهو يطالبها
اليوم بمغامرة عسكرية جديدة لصالح نظام آخر لا يبعد كثيرًا في عبثيته عن الأسد.
الخطاب الغاليّ نسبة "لإبراهيم
غالي" لا يخلو من النشاز السياسي، بل يتجاوز النفاق التقليدي إلى نوع من
الشيزوفرينيا الدبلوماسية، حيث تتماهى أمنيات المرتزقة مع أوهام القادة المنهكين.
فما معنى أن تطلب ميليشيا انفصالية، ممولة ومحتضنة، من دولة راعية للإرهب تستغل
الأطفال، أن ترسل جيشها النظامي لمساندة دولة ثالثة تمر من أقصى حالات العزلة
والرفض الشعبي؟
الأدهى أن طلب غالي يأتي في وقت تعيش
فيه الجزائر اضطرابًا داخليًا على المستويين السياسي والاقتصادي، فبدل أن تلتفت
الدولة إلى معالجة أزماتها البنيوية، يُطلب منها الزحف العسكري نحو جبهات ملتهبة
في الشرق الأوسط.
وكأن تبون يملك "جيش احتياط من
كوكب آخر"، جاهز لتنفيذ مغامرات زعماء الكراكيز.
في المحصلة، لا يسعنا إلا أن نُسجّل كيف يواصل غالي إضحاك الرأي العام الدولي بمواقفه الغريبة، في أواخر أيامه، حين يخلط بين النجوم والكواكب والميليشيات والمجرات، لكنه ويا للأسف يضع الجزائر في موقف محرج وخطير، عنوانه: "الولاء للخراب...وتمويل الفوضى باسم التضامن" .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك